مقهى رخيص بإضاءة خفيفة، كراسي من الخشب، صاحب المقهى يتسلى بورق الشدة على طاولة بالقرب من المدخل، وهو رجل في الستين من عمره. "ق" زبون يقرأ في كتاب وقد جلس بأكثر نقطة مُضاءة في المقهى وهو في الستين أيضاً...
ثمة فارق بين شُبّاك لبيت في طابق علوي وشبّاك البيت أرضي. في الأول تبدو الأشياء مائلة للبرود وهادئة وتكاد تكون صامتة، ولا تمنح المتأمل أيَّ حصة من المشاركة. بينما تبدو الأشياء في الثاني كفيلم تشاهده دون تذكرة مع السماح بالتدخين.
في بعض الصباحات نتناول أنا وخالد الشاي ومنقوشة الجبنة على الرصيف الذي تعود ملكيته لخالد حسب ترسيم الحدود والمناطق التي أعلن عنها في بيان لم يستغرق منه سوى دقيقة واحدة على مسامع زملائه في العمل.
هذا فيلم صامت/ ليس صامتاً، خللٌ ما أصاب جهاز الصوت/ لو كنتُ أعرف هذا لما جئتُ/ تستطيع الذهاب/ لن أذهب/ أنت حر/ لو كنتُ حرّاً لما جئتُ/ معكَ حق يا سيدي/ شكراً لكِ، تعالي اجلسي هنا...
نظرتُ لليبيين وقلت لهما: من أنتم! أحدهما ضحك، والآخر قال: نحن الهاربون من ترابنا الذي لوثه الحكام وسياسات العالَم القذرة. أخرج السعودي موبايله وراح يصور مقطعاً تضمن عناق الذين راحوا يتمايلون على إيقاع أغنية رومانسية، وأرسله لأحد ما في المملكة.