يواجه أطفال حلب مجدداً، أقسى تداعيات الحرب الدائرة في بلادهم، لا حول لهم ولا قوة. فصيدليات المدينة تخلو من حليب الأطفال. وهو ما يشكل خطورة بالغة على كلّ الأطفال الذين لم يتمّوا عامهم الأول، ممّن يعتمدون على الحليب الصناعي.
في الحلقة الثانية من ملف "الدواء في زمن الحرب" نعرج على سورية التي لايزال فيها 65 معملاً دوائياً في مناطق النظام والمعارضة يصدرون إنتاجها؛ في الوقت الذي تعاني فيه السوق المحلية شحاً مميتاً كما يكشف تحقيق "العربي الجديد"
سجلت المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السوريّة هذا العام أرقاماً مضاعفة من حالات الإصابة بالحمى التيفيّة أو التيفوئيد، مقارنة بالإصابات المسجلة في الأعوام السابقة. فثلاث سنوات من الفوضى والفقر، كانت كفيلة باستشراء المرض الذي ينتقل بالعدوى.
يعاني المرضى في سورية من صعوبة الحصول على الأدوية في هذه الأيام، والسبب عدم توفّرها بشكل دائم وفقدان جزء كبير منها تماماً من الصيدليات. ويعدّ المصابون بالأمراض النفسيّة والعصبيّة والصرع الأسوأ حظاً في الحصول على العلاج.
الشكل الجديد لأقراص الكبة أصبح شائعا بيعه في شوارع مدينة حلب أقراص دائرية ساخنة ودسمة، بالبرغل والتوابل، مع رغيف خبز وكأس لبن، بلا لحوم ومكسّرات... فهي واحدة من أكلات كثيرة غيّرتها الحرب السورية.
على الرغم من المعاناة اليوميّة التي يعيشها سكان حلب، ما زال عشاق كرة القدم حريصين على متابعة كأس العالم الذي يجري حالياً في البرازيل. لكن متابعة المباريات وتشجيع أحد الفرق المشاركة ليسا بهذه البساطة وسط ظروف الحياة المعقّدة في المدينة.