لم يُشأ لنزيفي القليل من القُطنِ والسِّلوان، ورُغمَ قلَّةِ البلل الذي خضَّبَ بهِ المِحفَّة إلا أنَّني أحتاجُ إلى تلكَ الابتسامة، ورُغمَ إغمائي سأرتاح لدموعِكِ، أراها كما فرطِ سُبحَةٍ تتقافزُ جمراتها على قسوةِ من ينالُ منّي الآنَ بنظراتٍ زُلفى...
في كيسٍ من الورقِ المقوى، جرت العادة أن أحملَ رأسي إليك/ إلى جانب الملحِ والليمون/ الطنينُ الرّهيبُ يـُدقُّ في أذنيهِ. ضُمّيهِ بفخذيكِ الدّسِمينِ ولا تكوني أكثر قسوةً من الجغرافيا ثمَة رائحةٌ تذكّرني بالعجينِ، بقميصٍ ارتوى مرارًا من عَرَقِ من نحبهم..
محمد عريقات من مواليد عام 1983، بالأردن. يعمل مسؤول تطوير النصوص في المركز العربي للإنتاج الإعلامي - شارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات الشعرية - حاصل على العديد من الدروع وشهادات التقدير من عدة هيئات ثقافية.
من ذلك الرجل الذي تنمو الأشجار على شاربيه، ويسمّونهُ "الموت" / إلى ذات النفق العظيم يسيرُ بالأرواحِ المصفّدةِ بالذهول والانتباه / يخنِسُ في دقائقنا مثلَ فأرةٍ شرهةٍ/ يتعربشُ في أذياله المرضى والعشّاق/ هو القطار.. حين ألقي بجسدي كالقشّةِ في طريقِهِ.
محمد عفيفي مطر من الشعراء الذين يضعون طفولتهم محل مستقبلهم لتظلّ كل قطارات العمر توصل إلى محطة واحدة هي الطفولة. اختار لقصيدته النأي عن السلطة، وهذا ما دفع بشعراء أقل قيمة وأهمية منه لأن يختطفوا الظهور واهتمام النقد والإعلام.
المشهد الثقافي الأردني الغارق في دبق المجاملات كسرتْ رتابته بفضل "مهرجان شعري"، سمّاه بعض مشاركيه بالمجزرة تندراً. "مهرجان السوسنة الشعري الأول"، ضمّ سبعين "شاعراً"، وكاتب هذه السطور واحد منهم، علماً بأنه لا يجرؤ على تسمية سبعة منهم بــ "الشعراء".
لم يعد "الكذب" عند بعض كتّاب الشعر في الأردن يتأتى من باب: "أعذب الشعر أكذبه"، بل من نافذة: "أعذب السير الثقافية أكذبها"، فتراهم يجتهدون في "تأليف" سيرهم الذاتية بخيال وقدرات ليتهم استثمروها عند كتابة "قصائدهم".
شاعر قصيدة النثر المتوهّجة، زياد العناني، ابتعد عن متاهات شعراء جيله وخصوماتهم، ليقترب من الشعراء الشباب كواحدٍ منهم ومن منطلق حرصه واهتمامه بإنتاجهم، دافعاً بهم إلى القلق بطريقة مُضاعفة حيال ما يكتبون.