كيفما جلت في بيروت تجدك أزهار الياسمين وشجيراتها. تراه يكلل شوارعها أينما حللت، خصوصاً الشوارع التراثية وبين البيوت البيروتية الهوية. فهو دائماً ما يكون متدلياً من حائط منزل، أو يظلل مدخلاً.
كيف نرى اليوم شفاه بعضنا، وأنصاف وجوهنا تخفيها الكمامات؟ الشفاه لا تتكلم فقط أو تقبّل أو تقيس حرارة الطعام، هي تكمّل رسم وجوهنا بجماليتها، وتتخذ لونها من مادة الميلانين الموجودة فيها، وعادة ما تكون منخفضة.
عندما فقدنا اللمس المتبادل بكل أشكاله الشخصية والاجتماعية العرفية، انتبهنا إلى ما كان يضيفه اللمس إلى حياتنا النفسيّة والدّعم المعنويّ الذي نحتاجه في يومياتنا.
كما كان جان بابديست،المهووس القاتل في فيلم "العطر.. قصة قاتل" جعلتنا كورونا نبحث عن شيء ينقصنا لكننا لا ندركه. لم نصل للهوس الذي وصل إليه بابديست، لكنه ذلك الشعور الغامض في النقصان، أو كأننا نبحث عن شيء سره حاسة الشم وما تثيره فينا من مشاعر تلقائية.