من المهم أن تتحرّك القوى الفاعلة وبسرعة من أجل إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية. هذه الحركة تعني إنهاء الانقسام، وتعني بداية العمل الفاعل في مواجهة خطة ترامب – نتنياهو لتصفية القضية الفلسطينية.
والدك يعمل في البستان، ويتقاضى أجرًا زهيدًا لنعيش به، لكن وزير العمل اللبناني بدأ بتطبيق خطة تجاه العمالة الأجنبية، ولن يستطيع والدك العمل إن لم يحصل على إجازة عمل، مع أنّنا محرومون من مزاولة أكثر من سبعين مهنة.
حين كانت شمس رمضان تغطس في البحر، معلنة انقضاء أيامه، كانت تشعر بشيء من الاختناق والضيق في صدرها، فكانت تحاول احتباس دموعها، حتى لا تشعر بانكسارٍ في داخلها، فكم من أعياد تأتي بلا أطفال؟
الخرافة أنّك ما زلت تنتظر كلّ يوم في المكان ذاته فرضيّة الشروق والغروب، لأن وطني هو الحقيقة التي تشبه ضوء الشمس التي كلما ازدادت إمعانًا في ظهورها شع بريق وطني ونحوه نسير.
كانت ترى الشّبّان الّذين يأتون ليستريحوا قرب بنايتهم من المعارك. كانوا يذهبون لإحضار الماء من البئر، فمنهم من كان لا يرجع، ومنهم من يرجع وقد خسر عضوًا من أعضاء جسده.
توجّه جميل إلى المخيّم باحثًا عن حبيبته، صار يناديها باسمها، لكنّ صوته كان صداه يتردّد في أزقّة المخيّم الصّامتة، توجّه نحو بيتها متثاقل الخطى، تتعثّر قدماه بالقتلى، وببعضٍ من أثاث البيوت، وبرائحة الدّمّ، ليجد جسدها مضرجا بالدماء، وقد فارقت الحياة.
جاءت جارتنا أم محمّد من مخيم اليرموك لاجئة، سبعينيّة، هي فلسطين، حالها كحال سيّدة المخيّم، سبعينيّة، لا تعلم إلى أين ستروح خارج المخيّم، قد تلتحف رصيف الشّارع البارد. فلسطين تلفظ أبناءها، حتّى في المخيّم.
استيقظ صوت القذائف. نهض، تلفّت حول نفسه، سار قليلًا، كانت تنام تحت شجرة زيتون عتيقة، شعرها البني تنسدل خصلاته فوق وجهها، ملطّخة بالدّم، وثغرها يضحك عن فرح. عاد اللّون البنفسجيّ إلى وجهها. ارتوت الزّيتونة، مدّت أفرعها نحو السّماء.