موفق السلمي

حلّت الإمارات في أرض اليمن شريكاً في تحالف العرب الذي جيئ به لمساندة الشرعية، لكنها ما فتئت منذ مجيئها على زعزعة ما تبقى من أركان دولتنا، واشترطت خروج شيخ تعز، الشيخ حمود سعيد المخلافي، وزرعت بدلاً منه أبا العباس.

أضحى علينا عيد الحجيج مباركا إجماعنا على فرحته في تحديد يومه، وأضحت معه الإمارات في جنوب اليمن كاشفة عن سوءتها، وقد نكل مرتزقتها هناك في عدن بكلّ شماليّ وُجد على الأرض، ضربٌ وسحل ونهبٌ وسلب وترحيل.

ما لم يفعله فجار الجاهلية في حربهم في شبه جزيرة العرب، فعله الإماراتيون وجاهليّو حزام أمن عدن في اليمن. ففي وقتٍ كنا نشهد انسحاب قوات الإمارات من جنوب اليمن، يتم إفراز الشماليين وترحيلهم إلى الشمال قسرا بدعوى تأمين عدن.

شيطان النثر وهاجس الكتابة في تعز لا يأتيني إلا بصور الحبّ والعشق، ولعل ذلك لحسن ما أرى من فتيات، وما أجمل التعزيّات اللواتي ألتقيهن عند كلّ صباح، وأبادلهن الحديث، ولكم حدثت نفسي بعشق أكثرهن جمالا.

الحبّ مُقدّر ومكتوب، كما يقول فناننا أيوب، فطوال العمر يعيش المرء متعوسا، وقد يصبح من يخامر فؤاده العشق لعبة بيد من يعشقون، وسعادتهم معلقة بأفواه حبيباتهم، فكلمة تبكيهم وهم يضحكون، وأخرى تحزنهم وإن كانوا ضاحكين.

محافظة إب الواقعة شمال إقليم الجند في اليمن هي اللواء المنعوت بالأخضر، ففيها، وفي حروف مسماها خُضرة لا يراها إلا العارفون في لغة العرب، وقد قالوا "بأن حروف إب قد أخذت من الأبُّ، وهو العُشْب والخضرة، ففي التنزيل (وفَاكِهَةً وَأبًّا)"

البارودَ المنتشرَ في الوطن منذ سنواتٍ أكسب القلوبَ تصحرا، واستبدلَ بالحبِ بُغضا. وأصبحَ لسلوى الرقيقةِ الطبع، الخفيفةِ الدم، المدنيةِ الحال، قلب قاسي كقلبِ تجارِ الدم، فسلمتْ ملفَ حبِّها وعشقِها الأسطوريّ لرجلٍ في المدينةِ يمتهنُ المحاماةَ كما يمتهنُ أذنابُ الإماراتِ المقاومةَ.

يبدو أنّ عادل البرطي المولود في مدينة دمنة خدير الواقعة شرق تعز، سُمي بعادل تيمناً وتبركاً بعادل إمام. وما كان ليتحدث أحدٌ عن البرطي لولا تصدّره للمشهد، وظهوره باكياً مشفقاً لحال عبدالقوي الكندي الذي قصف التحالف العربي منزله وأباد أسرته.

ولد التجمع اليمني للإصلاح في عام 1990 من رحم اليمن، والتي اتخذها أما، وقد رضع منها كل قيم الوطنية والولاء لتراب الوطن، وما توانى عن طاعتها يوما، أما أبوه فهو من أحسن بناء أفكاره ومعتقداته المعروف بالشيخ حسن البنا.

التيه في اليمن الجريح لم يبدأ بظهور الحوثي. وكنا قادرين لو خرجنا ولم نقعد أن نجعل صاحب الكهف يفيء إلى أمر الله، أو يكف عن قتالنا، ولم نكن بحاجة عندئذٍ أن نستدعي زايد أو سلمان الكاشحين في أكبادهم عداوتنا وكرهنا.