مصعب محجوب الماجدي (السودان)

يبقى التحدي الأكبر أمام كل السودانيين في بناء دولة القانون والمؤسسات بعيداً عن الحزبية والطائفية بالتسامي عن المصالح الذاتية من أجل وطن طوى حقبة الماضي مستشرفاً المستقبل بخُطىً واثقة مستبصرة.

كان حزب المؤتمر الوطني يزعم أنه ذو أغلبيةٍ ساحقة وقاعدة شبابية عريضة كمؤسسة تضم كل أطياف الشعب السوداني، لكن الواقع كان يكذّب ذلك مع الهوة الواسعة بين الشباب والشيب الذين شاخت بهم كراسي القيادة.

الشهداء لا يموتون، بل تبقى ذكراهم تُوقِد جذوة المجد والعزة والكرامة والعدالة والقيم السامية، وهم يكتبون التاريخ بدمائهم ويرسمون الدرب للأحرار، ويضمخون الطريق بالمسك الذي يتنسم عبقه كل تواقٍ للعيش الكريم

سرعان ما ارتفع سقف المطالب عندما رأى المحتجون في السودان أن صراخهم لم يجدِ نفعاً، فوثبت مطالبهم للدعوة إلى تنحي الرئيس عمر البشير، وإسقاط نظامه الذي حكم البلاد نحو ثلاثة عقود، كأطول نظامٍ يسيطر على الحكم في السودان.

تجاوز الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأعراف الدبلوماسية، وهو يعلن للعالم: "قلت لصديقي سلمان: إنك لن تستطيع البقاء في العرش أسبوعين من دون حمايتنا"، وكشف الستار عن حديث الجلسات المغلقة ونقاشات الملفات الشائكة في العلاقات الدولية، ما أحرج الرياض.

في كل يوم يسقط منهم شهيد وجريح، وهم يواجهون الموت من كل مكان، ولا يجدون من يسمع صوتهم. ولكن تقوم الدنيا وتقعد، عندما تشتكي إسرائيل من الطائرات الورقية التي يطلقها أهل غزة، ردة فعل طبيعية لما يواجهونه من قتل وتدمير.

عزف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على الأوتار الغليظة التي تشكل هموم الأوربيين والأميركيين، فكلهم يعانون من العنصرية والتمييز والبطالة والإرهاب، وهو بذلك يحثهم على مجابهة التحديات التي تواجه مجتمعاتهم وبذل مزيد من الجهد المشترك بينهم للخروج بالعالم إلى بر الأمان.

إيران قوة لا يُستهان بها في الشرق الأوسط، ولها حدودها الممتدة التي تربطها مع العرب، وتمتلك من السلاح ما يجعلها قادرة على حماية نفسها، بفضل حليفها الروسي الذي يسعى إلى كل موطئ قدم يمَكِّنه من بسط نفوذه في المنطقة.

‏‎ماذا تريد مصر من السودان؟ تحالفت مصر مع دول كثيرة، حسب مصالحها، فهل كان هذا على حساب السودان؟ هل تذمرنا من التقارب المصري الإسرائيلي؟ هل اعترض السودان على مصر، عندما انضمت للخندق السعودي الإماراتي البحريني في مواجهة قطر؟

لماذا نُخدع ونُوهم بهيمنة هذه القوى الدولية علينا، وهي في حقيقتها سطوة زائفة تُسهد مضاجعها جماعات ومليشيات خارجة عن القانون؟ إذاً علينا إعادة النظر في كثير من قناعاتنا التي بلورها الإعلام الغربي في أذهاننا.