من الطريقة التي تذهب بها السلطات الماسكة بزمام الأمور إلى الانتخابات في المغرب، يتضح أنّ محاولة التخلص من حزب العدالة والتنمية الهدف الأساسي للاستحقاق، بعد أن قضت الجهات المعنية أغراضها، وتراجع وهج الحراك، وإخلاء شوارع المغرب من الاحتجاجات.
يجري العدوان الروسي في سورية وسط ترحيب كبير وغير مسبوق من المكونات والأطراف الشيعية في المنطقة، إيران، وحكومة العراق، وحزب الله، وبشار الأسد، وميلشيا الحوثي في اليمن.
رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إبّان مناقشة قانون ما أطلق عليه "ما لبنكيران وما للملك" تخلى عن صلاحياته، وعن الاختصاصات التي يمنحها له الدستور في تعيين مدراء المؤسسات، ومنها وكالة المغرب العربي للأنباء ومدراء القنوات التلفزيونية.
استمرار السلطات المغربية في عنادها، من خلال استمرار منعها أحزاباً سياسية، لديها كل مبررات التأسيس، يؤكد أن لا شيء تغير، وأن المساحيق المستعملة سرعان ما ظهر زيفها، وأن التغيير الجاد والمسؤول من مقوماته الأساسية فتح الباب أمام الجميع، إعلامياً وسياسياً.
المربع الصانع للقرار في المغرب منزعج من الإعلام الإلكتروني، ولم يعد يحتمل استمرار خطوطه التحريرية المنتقدة، والمنحازة للهموم والأولويات الحقيقية للمغاربة.
نعيش في المغرب تقصيراً بيّناً، إن لم أقل أزمة على مستوى التواصل الحكومي، حتى وإن خرج أسبوعيّاً ناطقها الرسمي، في لقاء "جاف"، أو تصدر بيانات وتوضيحات لقطاعات حكومية، أو عبر حوارات شكلية لوزراء، تأخذ طابع الدعاية أكثر منها طابع التواصل.
على من يريد القيادة، أولاً، أن يثبت في بلده الديمقراطية والحرية والكرامة واحترام الآخر، وفتح الباب أمام الجميع، بما في ذلك المكون السنّي الذي يعاني في إيران.
تعرض قنوات "شيعية" أعمالا تعمل كل ما في وسعها لإظهار "أهل السنة" أهل ضلالة وجهالة، ما يؤكد أن جهات تعتمد على الفن أسلوباً في التأثير والتجييش والاستقطاب المذهبي المقيت.
كل الفاعلين، سواء الفاعل الحكومي أو البرلماني أو الحزبي، أو حتى المسمى بالمعارضة من خارج المؤسسات الرسمية، مساحة اشتغالهم ضيقة، حتى توجه لهم كل تلك الانتقادات، وخصوصاً أنها صادرة عن ملك يتربع على ملكية تنفيذية تعطيه كل السلطات.
مطلوب من القيادات الإسلامية في المغرب، المعنية بالخروج إلى العلن، وتقديم رأيها في ما أنجزته صحيفة "التجديد"، أو بالأحرى، حركة التوحيد والإصلاح، وتقديم الرواية القريبة من التاريخ الحقيقي للإسلاميين المغاربة، عوض ترك الأمر تتحكم فيه أهواء سياسية وتنظيمية ضيقة.