أنا آسف أن تتحول ثورة الحرية إلى ثورة إرهاب، لا يعلم فيها كل إنسان مصيره، لو قال كلمة حرة، يرضى بها ضميره ووطنه. لن أستعطف أحداً، ولن أخاف إلا الله، وأنا أكتب إليك الآن.
أدرك جمال عبد الناصرأن الوضع ليس فى صالحه، بعد استقالة قادة في الجيش، وتذمر عديدين منهم، ولم يكن أمامه إلا التراجع، وابتلاع قرار المجلس الرئاسي، وعودة عبد الحكيم عامر لتتسع مهامه وسلطاته التي وصلت إلى رئاسة اتحاد كرة القدم.
شعار الشرعية الكاملة الذي كان يرفعه الإخوان المسلمون تجاوزه الواقع، باستثناء عودة محمد مرسي، فالشرعية الكاملة تعني عودة مجلس الشورى ودستور 2012، وهو أمر صعب التحقق، في ما يخص مجلس الشورى.
لا يصح اليوم إطلاق الكلام على عواهنه، واتهام من هم أهل للوطنية والدفاع عن مصالح الأمة بالخيانة، وما إلى ذلك من تعابير حقودة دون توفير جدل منطقي حول ذلك، وإثباته بالأدلة التاريخية.
من العبث الحديث عن الإجراءات القانونية، أو السؤال عن المصلحة المباشرة لرافعي الدعوى، أو عدم تقدمهم بطلب إلى وزارة الداخلية، قبل الشروع في رفع الدعوى، لأن كل هذه الدفوع، وغيرها، لا مجال لها في ظل الانقلاب.
متى ستتاح تقارير المخابرات وأجهزة الأمن المصرية عن عدد المشاركين في التظاهرات، سواء في 30 يونيو، أو المظاهرات التي أعقبتها، ومتى تتاح محاضر المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ومحاضر مجلس الدفاع الوطني، وتقارير المخابرات عن الأوضاع التي سبقت 30 يونيو وتلتها؟
وقوع الانقلاب في مصر والانقضاض على التجربة الديمقراطية الوليدة، كل هذا يدفع لاستشعار الخطر مما هو قادم، فالعنف لا يولد إلا العنف، والاضطهاد والاستبداد والاستيلاء اللاشرعي على السلطة يهدد أمن المجتمع وحياته.