التقاء الأضداد بين تقاطع المصالح للدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سورية قرّب وجهات النظر لتصب أخيراً في صالح تركيا، بالبدء بعملية عفرين، ما دفع واشنطن إلى إعطاء ضوء أخضر لتركيا جاء على لسان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون.
خاب أمل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فعلياً من سوتشي، وتعرّض لصفعة سياسية قد تُسجل له علامة سلبية في حملته الانتخابية الجديدة، وبعد إعلاء سقف الطموحات السوتشية البوتينية، انخفضت سقف التوقعات، وتمت العودة إلى قاعات جنيف.
لا وجود لمؤشرات إيجابية يمكن أن تستند عليها الفصائل، على الأقل تمنع النظام من الوصول إلى مطار أبو الظهور وحماية المدنيين من وابل حمم الجحيم التي شهدناها سابقاً في حلب، فهل سيشهد الشعب السوري مزيدا من النكسات وخيبات الأمل؟
مؤكد أن كلماتنا تختنق وتُحتضر بآن واحد معاً، كما وأنه من المخجل جداً اختزال مشهدية "سبع عجاف" ببضع كلمات، ولو استحضرنا لغات العالم لن تفي حق السوريين وإنصافهم عمّا مرّوا به، وهم اليوم ينتظرون بارقة أملِ جديد يصنعونه بسواعد الأبطال.
أنفقت إيران أنفقت في تدخلاتها قرابة ثلاثة تريليون دولار، ففي سورية وحدها قُدرت المبالغ بنحو 15 مليار دولار سنوياً، أي ما يعادل 75 مليار منذ 2013، بالإضافة إلى إهدارها مبالغ طائلة لشراء الولاءات من أنظمة وأحزاب بهدف التوسع في المنطقة.
كعادتها، تريد روسيا إخضاع الجميع في سورية لأغراضها وتوقيع صك استسلام أخير في سوتشي، على غرار سيناريو غروزني في الشيشان، وهي تظن أنّ سيناريو حلب كان المدخل للتسوية السياسية الروسية ونقطة الارتكاز هي حميميم.
على الرغم من تأكيد واشنطن أن مسار جنيف وحده المسار النهائي للحل السياسي السوري، إلا أن هذا يعد بمثابة كلام كالهشيم في الهواء، من دون خطوات عملية، وهي الغائبة مع عدم وجود نية أميركية قريبة المدى لأي حل في سورية.
عذراً، سيدي الرئيس، فما قيل عنكم من كلام باطل أكاذيب، ونطلب منكم عدم اهتمامكم بها فهذه واشنطن التي قالت إنكم "تدفعون ثمن بقائكم"، فهي لأنها عجزت عن النيل منكم، وسيترتب عليها الخروج من سورية بقواعدها العشرة قريبا.
لم تعد الدول العربية تحلم بالزمن الرديء، بل إنّ ما يمر به الوطن العربي اليوم هو زمن الانحطاط العربي، فقد تكاتفت الدول وانقسمت على نفسها، فأصبح لدينا تيار سعودي إماراتي بحريني مصري، وآخر إيراني لبناني.
أمام المناخ الدولي المتأزم، لا يمكن أن يكون مفاوضات جنيف السورية سوى مضيعة وملهاة، فهو معطل في الوقت الحالي برغبة أميركية وسيبقى هذا طالما الجميع لا يريد التنازل للآخر، وطالما أنّ إيران تسرح وتمرح بأربع عواصم عربية.