في المعتقل منعني عن الانتحار سعي السلطة لأنتحر، بالتعذيب والانفرادي والأدوية وغيره، كان الشعور بأنّ موتي قد يحقّق مراد السلطة أو جانباً منه دافعاً لتجنّبه.
إذا كانت الحرب وسيلة لإقناع الخصم بالهزيمة، فقد يتحقّق هذا الهدف بتمكّن الفكرة منّا وتغلغلها في دواخلنا، وهذا ما علينا مقاومته بمنع تأثير العدو علينا فكرياً.
المسيرة مستمرّة، بنا أو بغيرنا، وستصل في النهاية إلى محطّاتها تغييرًا هنا أو تحريرًا هناك، ونحن نُسدي صنيعًا لأنفسنا حين نلحق بها، وإن لم نفعل فلا خاسر إلا نحن.
يخسر الكلّ وتكسب السلطة إلهاءها للكلّ بالكلّ، وتبادلهم للاتهامات، وانشغالهم بحالهم عنها، استنزافًا للطاقة في وقت هم أحوج فيه لتركيز طاقتهم على صاحب الجريمة.