تتوالى الدعوات في معظم التظاهرات والملتقيات التي تُعقد حول الكاتب الجزائري كاتب ياسين (1929 - 1989) إلى نشر أعماله الكاملة باللغة العربية، والتي تأخّرت ترجمة معظمها سنوات طويلة وظلّت تصدر فرادى دون أن تُجمع في مجلّد واحد.
وكانت "المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية"، وهي دار نشر عمومية في الجزائر، قد أعلنت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أنها اشترت حقوق ترجمة كلّ كتبه التي نُشرت في "دار سوي" الفرنسية، وتشمل أعماله المسرحية والروائية ومقالاته ومجموعاته الشعرية.
منذ أيام، عادت المؤسسة للتأكيد على أن من المقرّر أن تصدر ترجمات أعمال ياسين إلى العربية تباعاً في شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل المقبلين، في إطار مشروع الترجمة الذي أطلقته وزارة الثقافة الجزائرية لكتّابها الكبار؛ مثل آسيا جبار ومحمد ديب وياسين وغيرهم.
وأوضحت أن الأعمال الخمسة التي تقرّرت ترجمتها تشمل مسرحيات وروايات ومقالات وقصصاً، وهي كتاب "الشاعر مثل الملاكم" (1994) الذي صدر بعد رحيله، وضمّ أبرز حواراته الصحافية، و"مجزرة الأمل" (أو "فلسطين المخدوعة") وهي مسرحية كتبها بعد أن زار المخيميات الفلسطينية في لبنان.
كما تُترجم روايته "المضلع النجمي (1966)، ومسرحية "الرجل ذو النعل المطاطي" التي كانت آخر عمل كتبه عام 1970 قبل أن يعود إلى الجزائر ويؤسّس فرقة مسرحية ويتوقف عن الكتابة قرابة عشرة أعوام، و"دائرة القصاص" (1959) التي تضمّ ثلاثة نصوص مسرحية: "الأسلاف يضاعفون ضراوتهم"، و"مسحوق الذكاء"، و"الجثة المطوّقة".
تأتي هذه الإصدارات بعد حديث عدد من المثقفين الجزائريين إلى التهميش الذي تواجهه نصوص صاحب "نجمة" التي لم تترجم بعد كاملة إلى العربية أو الأمازيغية، رغم الوعود المتكرّرة التي كانت تطلقها المؤسسة الرسمية على الدوام، وآخرها كان العام الماضي من قبل وزارة الثقافة التي أشارت إلى أن كتبه "ستترجم وتوزّع على نطاق واسع لمنح الفرصة خاصة للأجيال الجديدة للاطلاع على جانب مهم من الأدب الجزائري".
يُذكر أن ياسين انخرط في النضال ضد المستعمر الفرنسي حتى أعتقل عام 1945، وكتب في السجن مجموعته الشعرية الأولى "مناجاة"، وبعد الإفراج عنه انتقل للإقامة في فرنسا ليعود منها عام 1970 ويؤسّس فرقته المسرحية، ليغادر بلاده مرة أخرى إلى باريس التي استقرّ فيها حتى رحيله.