بعد أن حالت جائحة كورونا دون انطلاق التظاهرة سنة 2020، أُعلن عن انطلاق "مدينة القاهرة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2022" في منتصف شباط/ فبراير المقبل، والتي تضمّ حوالي خمسين فعالية فعالية متنوعة تعكس تراث وتاريخ العاصمة المصرية الممتدّ منذ تأسيسها عام 969م.
تركّز الاحتفالية التي أقرّتها "المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة" (إيسيسكو) عام 2005، على البعد العمراني من خلال تنظيم عدد من الأنشطة حول "العمارة الإسلامية" التي تعود إلى العصور الفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية وتتجاور في فضاء واحد، حيث يقام معرض للتصوير الفوتوغرافي بعنوان "جماليات القاهرة التاريخية" ومعرض مستنسخات لصور مساجد مصر تم التقاطها عام 1920، إلى جانب ندوات ومحاضرات وورش عمل متنوّعة.
فعاليات تضيء البعد الجمالي والتاريخي للعمارة، لكنها تصطدم مع عوائق عديدة تتمثّل في تكرار حوادث السرقة والحرائق والإهمال المتعمّد خلال السنوات الأخيرة، ما يشكّل تهديداً خطيراً بتشوّه أو فقدان معالم عديدة، ما توضّحها التصريحات الرسمية قبل غيرها عن ضرورة الإسراع في تطوير هذه المناطق التاريخية لإنقاذ الآثار الموجودة فيها من أي تعدّيات قائمة.
تتزامن التظاهرة مع دعوات رسمية إلى الإسراع لإنقاذ الآثار الموجودة في العاصمة المصرية
وكانت الحكومة المصرية قد دشّنت مشروع إحياء العاصمة التاريخية عام 1998، لكن عوامل عديدة أعاقت إتمام مراحله الأربع، قبل أن تعود مؤخّراً لتبنيها من جديد، لعلّها تؤهّل البنية التحتية التي تتطلّب من دون شكّ رؤية عصرية لإدارتها تتخلّص من الفساد والترهّل والجهل بالقيمة الحضارية للمدينة.
ويُعقد أيضاً مؤتمر دولي بعنوان "تراث القاهرة غير المادي في ألف عام"، ويهدف إلى تقديم أوراق علمية حول التراكم الحضاري في المدينة؛ حيث تمتزج مؤثّرات فرعونية وقبطية ويونانية مع عناصر العمارة الإسلامية فيها كما تُظهره العديد من النقوش، ويصاحبه مهرجان "طلعة المحمل"، الذي يحتفي بتقليد بدأه المماليك في عهد شجرة الدر واستمر حتى عام 1961، حيث كان يخرج موكب سنوي حاملاً كسوة الكعبة التي تصنّع في مصر وترسل إلى مكة.
وتعيد وزارة الثقافة المصرية إصدار كتاب "القاهرة في ألف عام 969م - 1969م" في ستّ نسخ باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والألمانية، والذي تمّ إعداده تحت إشراف الباحث ووزير الثقافة الأسبق ثروت عكاشة، كما أعيد إنتاج المسرحية الاستعراضية "القاهرة في ألف عام" من تأليف عبد الرحمن شوقي وإخراج روبير صايغ، والتي شارك في أدائها أحمد زكي وسعيد صالح ويونس شلبي وأحمد ماهر عند عرضها لأول مرة عام 1969.
من جهة أخرى، يراهن المنظّمون على السينما المصرية من خلال العودة إلى عدد من الأعمال التي لا تزال خالدة في الذاكرة العربية لعرضها، مثل "جميلة بوحيرد" (1958) و"الناصر صلاح الدين" (1963) و"الوداع يا بونابرت" (1985) ليوسف شاهين، و"المومياء" (1970) و"شكاوى الفلاح الصريح (1970) و"الأهرام وما قبلها" (1984) لـ شادي عبد السلام.