"النشر والترجمة": غرس ثقافي متجدّد

06 اغسطس 2021
تمثال لـ شكسبير في مدينة لايستر الإنكليزية
+ الخط -

وصول مؤلفين إلى درجة من التكريس والحضور جيلاً بعد آخر لا يمكن أن يعتمد فقط على جودة أعمالهم، حيث أن آخرين قد يضاهونهم في العمق والموسوعية والجمال الأسلوبي، لم يتحقّق لهم الوضع نفسه. يعني ذلك أن هناك أطرافاً أخرى تصنع صورة المؤلف وتعيد إنتاجها بين الأجيال وبين الثقافات.

يدرس الباحث الفرنسي روجيه شارتييه مؤسستين تعملان على صناعة الكتّاب وتحويلهم إلى عملات ثقافية متداولة في كتابه الصادر مؤخراً بعنوان "النشر والترجمة" في طبعة مشتركة بين منشورات "سوي" و"غاليمار".

يدرس المؤلف ظاهرتين؛ الأولى هي الكاتب المسرحي الإنكليزي وليم شكسبير حيث أن تداول نصوصه في شكل كتب يمثّل نقلة في غاية الأهمية لمجال النشر، باعتبار أنه من غير العادة الاستثمار في النص المسرحي الذي يفترض أنه موجّه للأداء على الخشبة. كما يدرس المؤلف جهود المترجمين مع شكسبير، الذين لولاهم لبقي مجرّد شاعر بريطاني.

الظاهرة الثانية التي يدرسها شارتييه هي رواية "دون كيخوته" للكاتب الإسباني ميغيل دي ثربانتس، ولولا الأفق الواسع الذي توفّر لهذا الكتاب لما مثّل منعطفاً حيث يجمع الدارسون بأنه مفتتح الحداثة الأدبية.

النشر والترجمة

يرى المؤلف أن هذين النموذجين يثبتان أن تكريس كاتب وترجمته في ثقافات أخرى ليس مجرّد عملية تقنية بل هو أشبه بغرس ثقافي يحتاج إلى رعاية مستمرة، ملاحظاً أن ما أنجزه ناشرو ذلك الزمن ينجزه اليوم ناشرون جدد بإصدار كتب دراسية أو سير حول شكسبير أو ثربانتس، ناهيك عن إعادة طبع أعمالهما.

موقف
التحديثات الحية
المساهمون