"تبيُّن" 41: مقاربات معاصرة لمسألة الهوية

02 اغسطس 2022
فاسيلي كاندينسكي/ روسيا
+ الخط -

عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر حديثًا العدد الحادي والأربعين (صيف 2022) من الدورية المحكّمة "تبيُّن" للدراسات الفلسفية والنظريات النقدية، وضمّ دراسات حول الهوية ومقارباتها النسوية وتغيّراتها في زمن الجائحة.

تضمّن العدد دراسة بعنوان "تأملات في مسألة الهوية" للمفكر العربي عزمي بشارة، تتأمل في مفهوم الهوية؛ بغية تبيّن دلالاته المتعدّدة وتوضيح أسباب تضخّمه، عربيًا وعالميًا، لدرجة أن هناك قضايا كبيرة جرى إخفاؤها تحت عباءة ما بات يعرف بـ "أزمة الهوية". واشتغلت أيضًا بفكّ التباسات تداخُل مفهوم الهوية مع مفاهيم أخرى كالشخصية الحضارية، والطائفية السياسية، والإيمان الديني والمظلوميات على أنواعها، مثلما سعت لنقاشٍ فلسفي بشأن علاقة الهوية بالكرامة، وتبيان الفروق بين الهوية الفردية والهوية الجماعية والتداخل بينهما، والصلة بين الهوية والأخلاق.
 
"الهُوية في الخطاب الفلسفي الفرنسي المعاصر: فانسان ديكومب نموذجًا" عنوان دراسة الباحث الجزائري زواوي بغورة، التي تبحث في مسألة الهُوية لدى الفيلسوف الفرنسي (1943) الذي قدّم مقاربة تحليلية وبنائية، تعتمد على نظرية الاستعمال في فلسفة اللغة، وعلى الفلسفة الاجتماعية في دراسة المسائل الاجتماعية والسياسية والأخلاقية، ومنها مسألة الهُوية التي خصها بدراسات كثيرة، أهمها: إرباكات الهوية، وفيها ميّز بين الاستعمالات القديمة والحديثة، وبين الهوية الشخصية والجماعية القائمة على مفهوم الهُوية التعبيرية.

غلاف الكتاب

أما دراسة "لماذا عادت الهُويّات لتتصدر عالم اليوم؟ نقد تشارلز تايلر للحداثة وعلمانيتها" للباحث السوري رشيد الحاج صالح، فتبدأ بتحديد الأنطولوجيا الأخلاقية المؤسِسة للهوية عند الفيلسوف الكندي (1931)، ثم تقف على العلاقة بين الهوية السياسية والدولة الحديثة، وكذلك علاقة الهوية بالتعددية الثقافية، وسوء التفاهم الذي نشأ بين الدين والعلمانية في عصر الحداثة وما بعدها.

ويرى الباحث الجزائري كمال بومنير في دراسة "الاعتراف وسؤال الهوية عند أكسل هونيث" بأنه لا يمكن تحقيق ذواتنا وهويتنا، من وجهة نظر الفيلسوف الألماني (1949)، إلا من خلال تجاوز مختلف أشكال نكران الاعتراف والاحتقار والإذلال واللامرئية الاجتماعية، التي تهدّد هويتنا، بينما يناقش الباحث المصري مايكل مدحت في دراسة "المقاربة النسوية لفكرة الهوية في فلسفة مارثا نوسباوم" العلاقة بين فكرة الهوية وما تسميه الفيلسوفة الأميركية (1947) بمقاربة الإمكانيات وتقدم رؤية نقدية لها. 

وتتناول دراسة "أمارتيا سِن والهوية" للباحث الفلسطيني سري نسيبة منظور الاقتصادي الهندي (1933) الأساسي القائل بأن الأشخاص يجب أن يتحكموا في هويّاتهم بدلًا من تركها تتحكم فيهم، كما عددًا من أفكار سن التي تتعلق بالعلاقة بين الهوية والعنف، وخطر الهويات المغلقة، ودور كلّ من الهوية الشخصية والهوية العامة في حياة الأفراد والمجتمعات. 

وتفترض دراسة "هل من مكان للهوية في عالم معولم؟ استكشاف 'الهوية السائلة' عند زيغمونت باومان" للباحث المصري حجاج أبو جبر أن خطاب عالم الاجتماع البولندي (1925 – 2017) يرى الحداثة متتاليةً واحدة تختلف في درجة الإذابة وحِدَّتها ونطاقها ومداها، وهذا يعني أن مشكلة الهوية مشكلة قديمة، لكنها تشهد تحولًا جديدًا في شكلها ومضمونها في زمن العولمة، حيث تسعى الدراسة إلى الكشف عن هذا التحوّل.

واشتمل العدد أيضًا ترجمةً لدراسة ديفيد سبارتي بعنوان "الهُويّة وإحراجاتها: من الهُوية الشخصية إلى الاعتراف الاجتماعي" نقلها إلى اللسان العربي زواوي بغورة، و"الهوية في زمن الكورونا المضطرب: الأدائية والأزمة والتنقل والأخلاق" لروب كوڤر، ترجمها حجاج أبو جبر.

وفي باب "مراجعات الكتب"، وردت في العدد مراجعة لكتاب "هوية بأربعين وجهًا" لداريوش شايغان، أعدّها كمال طيرشي، ومراجعة ثانية لكتاب "الهوية: مطلب الكرامة وسياسات الضغينة" لفرانسيس فوكوياما، أعدّها عبد الله الجسمي.
 

المساهمون