في الخمسينيات من القرن الماضي، اتجه مجموعة من فنانين أميركا اللاتينية إلى فن الـ "كينيتيك"، الذي أصبح توجهاً وكان بمثابة نظير للبوب آرت في أميركا الشمالية، وحين عرضت أعمال أساتذة الحركة الثلاث كارلوس كروز دييز، وجوليو لو بارك، ولويس توماسيلو في باريس، شعر الفنانون الفرنسيون بأهمية إنشاء نحت أو عمل فني من الأشكال الهندسية العائمة التي يقودها المحرك.
منذ ذلك الوقت أخذ فن الكينيتك أو الحركي اتجاهات أكثر تعقيداً وأصبح له فنانينه في كل مكان، لكنه ظل خجول الحضور في الفن العربي الحديث والمعاصر.
يقيم غاليري "مارك هاشم" في بيروت معرضاً تحت عنوان "تحريضات بصرية" يحتفي بهذا الفن حالياً وحتى التاسع من الشهر الجاري، من خلال عرض القطع المعاصرة مع الأعمال الحديثة في منتصف القرن الماضي، يقدم معرضنا وصفًا لمسار التقنيات المتنوعة، والنهج النظرية، والمواد التي تطورت عبر مجال الفن الحركي.
يضم المعرض، الافتراضي حصراً، مقتنيات "مارك هاشم" من الفن الحركي من عقود مختلفة، هناك أعمال تعود إلى مطلع السبعينيات وبعض الأعمال من التسعينات وثمة أعمال تعرض أنجزت العام الماضي.
الفنانون الذين تحضر أعمالهم هم من الرواد مثل خيسوس رافائيل سوتو، وداريو بيريز فلوريس، وكارلوس كروز دييز، جنبًا إلى جنب مع فناني الحركة المعاصرين رافائيل باريوس، وخوسيه مارغوليس، وماريانا فيلافان، وألويس كرونشلايجر.
ومن المعروف أن هناك عدة أشكال من الفن الحركي منها "تحريضات بصرية" والتي تقوم على خداع البصر الناتج عن تداخل الأشكال الهندسية والتي توحي بالحركة.
وهناك الأعمال التي تتطلب تدخل المشاهد التي تتأثر بحركة المتلقي حولها، وهناك نوع يلجأ إلى توظيف الآلات الحقيقية وهذه يتدخل في إنتاجها ما يسمى بالسبرانية وهي أعمال تعتمد على الطاقة والصوت أكثر من اعتمادها على المادة.
وهناك نوع من الأعمال يطلق عليه المتحركات، وعادة ما تحتوي على العديد من العناصر المتذبذب كالنوابض مثلاً التي تسبب الاهتزازات داخل العمل.
كذلك هناك أعمال الضوء والحركة فيستعين فيها الفنان بمصادر ضوئية ومرايا عاكسة ومساقط صناعية وألواح معدنية، والبعض استخدم غازات النيون والزئبق.
أما النوع الأخير من الفن الحركي فيضم الأعمال التي صيغت لتكون مشهدا أو محيطاً وهو تيار يسعى إلى إدخاله في الحياة الاجتماعية في مجال الدينامية التشكيلية للعمارة وتخطيط المدن.