"جدار": مهرجان لتزيين المدينة فقط

19 سبتمبر 2021
(من أعمال الفنانة المغربية إيمان دروبي)
+ الخط -

لا يزال فنّ الشارع في العالم العربي عالقاً منذ انتهاء الموجة الأولى ثم الثانية من الانتفاضات الشعبية التي شهدها أكثر من بلد، بين كونه فعل تحريض ضد هيمنة السلطات على الفضاء العام للتحكّم به، وبين سعي السلطة إلى حصره في بعده الجمالي من خلال عدد من المهرجانات التي ترعاها.

نجحت المؤسسة الرسمية في معظم البلدان العربية، إلى حدٍ بعيد، في حجب جوهر هذا الفن وإبقائه خارج المنظومة العامة من خلال نزع البعد الاحتجاجي عنه، مع وجود بعض الاستثناءات التي تقدّم تجارب في الغرافيتي أو الموسيقى أو المسرح لكنها تظلّ حتى اليوم هامشية.

مثل غيره من التظاهرات العربية، تتواصل حتى مساء الأحد المقبل فعاليات الدورة السادسة من "جدار - مهرجان فن الشارع" في مدينة الرباط والتي انطلقت الخميس الماضي، بمشاركة أكثر من عشرين فناناً من المغرب ومختلف أنحاء العالم.

يشير بيان المنظّمين بوضوح إلى أهداف الدورة الحالية التي سينفّذ خلالها المشاركون تسع جداريات لتزيّن جدران العاصمة المغربية من أجل "تخليد حيز رمزي ومكاني في رسم جداري يحكي قصة مشتركة بين الجميع، وترحل مخيلاتهم إلى عوالم أخرى، تنهل من عبق روح وذكريات سكان المدينة.

كما يركّز البيان على مساهمة المهرجان منذ تأسيسه عام 2015 في التحولات الجمالية التي تعيشها أزقة وأحياء وشوارع الرباط، التي صارت "مرسماً تجريبياً في الهواء الطلق للفن الحضري العالمي، يقصده ثلة من فناني الشارع المعروفين، لإغناء موروثه الثقافي في عالم الجداريات".

من أعمال الفنانة باولا ديلفين)
من أعمال الفنانة باولا ديلفين

تشارك في المهرجان الفنانة المكسيكية باولا ديلفين (1989) التي تنتمي إلى جيل ما بعد الغرافيتي؛ الفن الحضري الذي يتميز باستخدام تقنيات مختلفة مثل القوالب، والملصقات، والجداريات، والكتابة على الجدران وغيرها.

كما يشارك الفنان الأرجنتيني إليان شالي (1988) الذي يدمج عادة أشكالاً بصرية مشوهة في لوحاته الجدارية، ويضع خطوطاً متعرجة ومربعات في زوايا المباني، مما يخلق وهماً بأنها رسوم طافية على السطح، كما تبدو الخطوط والألوان وكأنها صممّت رقمياً بدلاً من رسمها يدوياً.

تقتصر الموضوعات التي يرسمها المشاركون على مشاهد من الحياة المغربية، كالأسواق التراثية، ومناظر لساحل المحيط والجبال والصحراء والبادية، وأعمال من فن البورتريه، في تركيز على التنوّع الطبيعي والاجتماعي للبلاد في طابع سياحي. 

يحضر أيضاً كلّ من الفنانين: تكسيمي وأوداتاكسو من إسبانيا، وماث فيلفيه من فرنسا، وإيرو وإيمو حامادراكا من الغابون، إلى جانب بكر وإيمان دروبي وعمر الحمزي.
 

المساهمون