كانت عودة "مهرجان الأغنية التونسية" هذ العام - بعد توقّف سنوات - مؤشراً إلى عودة الانتباه إلى أهمية تنشيط هذا القطاع الفني باعتباره قاطرة تلامس العديد من المجالات الإبداعية الأُخرى.
قليلة هي المشاريع الموسيقية المتكاملة التي ظهرت في تونس خلال السنوات الماضية، وهو ما يُحمّل كل إنتاج مسؤولية مضاعفة، من ذلك حفل "حكاية فن" لخالد قاسم، والذي يقدَّم مساء اليوم الجمعة في "المسرح البلدي" في مدينة سوسة التونسية.
يتضمّن العرض أغنية "عشق زمان"، وهي آخر ما لحّن المؤلف الموسيقي التونسي الراحل حمادي بن عثمان. وبحسب تقديم الحفل فإن هذا العمل هو محاولة لـ "استحضار للفن التونسي الأصيل ولمسة وفاء لروح الأغنية التونسية". كما يتضمّن العرض عملاً آخر من ألحان بن عثمان بعنوان "ساعات".
ومن الأعمال الأُخرى التي ستقدّم خلال العرض: "موج البحر" و"كذابة"، وكلاهما من كلمات المولدي حسين وتلحين الناصر صمود، والثانية أغنية صدرت منذ سنتين لكنها تُقدَّم للجمهور لأوّل مرّة.
يخصِّص العرض فقرة للأدب الشعبي؛ حيث أعلن قاسم عن أداء عمل بعنوان "لَعْجَارْ"، وهي ملزومة طويلة للشاعر عبادة السعيدي اختار منها قاسم بعض الأبيات لصياغتها في لحن موسيقي قصد تقريب الشعر الشعبي القديم إلى المستمع الحديث.
ومن الأغاني الأُخرى المستلهمة من الشعر الشعبي التي يقدمها قاسم في الحفل: "كانك عشاقة واتحبي"، و"بيّة"، و"ياطير البرني خبرني" وهي نصوص من تأليف الشاعر الشعبي البشير بكار وثلاثتها بتوزيع قائد عرض "حكاية فن" محمّد الرواتبي.