قبل رحيله بعامين، استطاع الكاتب والناشر السويسري آل إمفيلد (1935 - 2017) إنجاز مشروع كان يعمل عليه منذ سنوات: أنطولوجيا عن الشعر الأفريقي المعاصر تُعطي صورةً واسعةً قدر الإمكان عن تنوّع الشعر في القارّة، والذي يشفّ عن تنوّع ثقافاتها ولغاتها. هكذا جاء كتاب "أفريقيا شعراً" الذي صدر عن دار "أوفيتزين" في سويسرا عام 2015، وضمّ، في 800 صفحة تقريباً، قصائد لعشرات من الشاعرات والشعراء الذين ينتمون إلى أربعين بلداً أفريقياً، ومكتوبة بين عامي 1960 و2014.
يشكّل كتاب إمفيلد نقطة انطلاق لمعرض "ليت أفريكا: شِعرُ قارّة" الذي افتُتح في متحف "شتراوهوف" بمدينة زويرخ السويسرية يوم الخميس الماضي، ويستمرّ حتى الرابع من أيلول/ سبتمبر المقبل.
يشمل المعرض تقديماً على ألواح كبيرة لقصائد في ترجمتها الألمانية، إلى جانب النصّ في لغته الأصلية؛ كما يضمّ صوراً عن مسوّداتٍ ومقتطفاتٍ من صحف ووثائق تاريخية، إلى جانب مقاطع مصوّرة يلقي فيها بعض الشعراء المشاركين قصائدهم، ويمكن للزوّار الاستماع إليها ومشاهدتها.
وللغة العربية حضور بارز بين اللغات التي يجد الزوّار قصائدَ فيها، حيث يضمّ المعرض العديد من النصوص لشعراء من الدول العربية الواقعة في القارّة الأفريقية.
ويمكن للزائر التجوّل بين العدد الواسع من النصوص المقترحة من خلال اللغة، أو من خلال عددٍ من الثيمات التي تتشارك في تناولها القصائد المعروضة، أو التي شاء المنظّمون تصنيفها تحتها، مثل "الشعر الجديد في نيجيريا"، و"النساء الجزائريات في مقاومتهنّ للاستعمار"، أو "سُلطة القصيدة ومعناها".
وتُعقَد على هامش المعرض، طيلة فترة انعقاده، جلساتٌ حوارية وأمسيات قراءة، إضافة إلى محاضرات. ومن هذه الفعاليات جلسةٌ تُعقَد مساء غد الخميس حول "الشعر الأفرو ـ أوروبي اليوم"، يشارك فيها الشاعران فيستون موانزا موجيلا - الذي حرّر أنطولوجيا للشعر الأفرو ـ أوروبي بعنوان "مسوّدات قارّة" - والشاعرة إيفا سيك، التي صدرت لها حديثاً مجموعة شعرية بالألمانية بعنوان "سيَلان".