"علم الدلالة العربي": الاستفادة من المناهج اللسانية

12 يونيو 2021
نيما بهنود / إيران
+ الخط -

يمثّل علم الدلالة أحد أنشط القطاعات البحثية المتفرّعة من العلوم اللسانية في الغرب، لكنه لا يجد في العالم العربي صدى كبيراً، خصوصاً على مستوى الإضافة النظرية أو محاولة تطويع المنجز الغربي إلى النصوص العربية.

في كتابه "علم الدلالة العربي في منظور الاستشراق الغربي"، الصادر مؤخراً عن "دار الكتاب الجديد"، يدرس الباحث كيان أحمد حازم يحيى تمثّل المستشرق الهولندي كيس فرستيخ لنظرية المعنى القديمة عند العرب، وهو بذلك يقدّم مساهمة في تأصيل البحث في علم الدلالة عربياً.

يشير المؤلّف إلى أن ما دعاه إلى دراسة متن المستشرق الهولندي هو ملاحظته أن العلماء العرب قد عنوا بدرس معاني الكلام ودلالاته لكنهم فعلوا ذلك دون أي تأطير منهجي. ويضرب مثلاً بكتب المفسّرين والنحويّين والمناطقة والفلاسفة.

يشير يحيى في تقديم كتابه إلى "أنَّ مِن أهمّ ما جادت بِه الدِّراسات اللِسانيّة الغَربيَّة إيجاد أطرٍ منهجِيَّةٍ تَنضَوي فيها جُزئيّاتُ العِلمِ التي كانَت مُوَزَّعَةً مِن قَبلُ في فُروعٍ لِلعِلمِ نَفسِهِ أَو في عُلومٍ مُحاذِيَةٍ مُختَلِفَةٍ". ويذكر أن ما يميّز كتابات الباحثين الغربيين حين يتصدّون إلى المتون العربية القديمة هو تشبّعهم بِالمَناهِجِ اللِسانيَّةِ ومُعطَياتِها.

علم الدلالة

ويضيف المؤلّف: "شهدت السنواتُ القليلة الماضِية التفاتاً عربيّاً إلى كِتاباتِ المُستَشرِقِينَ في الفُروع الإنسانية عُموماً وفي الدِّراساتِ اللغوِية خُصوصاً، بَيدَ أَنَّهُ ما زالت هُناكَ مِساحاتٌ عِلمِيَّةٌ في نَشاطِهِم البَحثِيِّ لَمّا يُلتَفَتْ إلَيها أَو تُستَقْصَ جُهودُهُم فيها، وفي مُقَدِّمَتِها عِلمُ الدَّلالَةِ".

المساهمون