صعدت مع الأزمة الصحية التي ضربت العالم منذ عامين، وموجاتها المتلاحقة، عدة مواضيع كانت تبدو على هامش انشغالات المفكّرين والباحثين، مثل قضايا التضامن الاجتماعي، والسياسات الطبية، وغيرها.
ومن هذه المواضيع، برز اهتمام بمفهوم الهشاشة باعتبار أنه يختزل حالة يعيشها الأفراد بشكل معمّم في مثل هذه الأزمات، كما أنها تطال دولاً كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
حول هذا المفهوم، صدر مؤخراً كتاب "في مديح الهشاشة" وهو عمل جماعي شارك فيه كل من: سينتيا فلوري، وجيل بوف، وبرتران كولّون، وأكسيل كان، وبرنار ديفر.
صدر الكتاب عن منشورات "لوب"، وينطلق من سؤال حول تعريف الهشاشة اليوم، ليس من منظور الأزمة الصحية وحدها، بل من مختلف الزوايا التي تمثّل واقع عالمنا الحديث، حيث أن الهشاشة يُنتجها واقع العمل وواقع التعليم والعلاقات الأسرية وغيرها من الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.
يصل الباحثون المشاركون إلى كون جائحة كورونا لم تكن غير حجاب رُفع عن ظاهرة الهشاشة التي تمثّل جزءاً لا يتجزّأ من عالمنا اليوم، بل إنها تؤكّد على معان جديدة لها، وهي ارتباطها العميق بالإنسان وعدم قدرته على الاحتماء منها، وهو ما يثبته التقدّم الطبّي والعلمي الذي لم يُفد في توقّع الجائحة ولا في الحد من انعكاساتها.
أما المقولة الرئيسية للكتاب فهي أنه بات من الضروري فهم الهشاشة كمكوّن من مكوّنات الواقع وليس كعرض طارئ، وانطلاقاً منها يمكن فهم الكثير من أسئلة المجتمع والإنسان.