"قبل وبعد" لغوغان.. مذكرات تتاح للجمهور منذ اختفائها في الثلاثينات

26 سبتمبر 2020
مخطوط بول غوغان "قبل وبعد"، تصوير: غاليري كورتولد
+ الخط -

انتهى الفنان الفرنسي بول غوغان (1848-1903) من مخطوطته "قبل وبعد" قبل رحيله بأسابيع قليلة في كوخه بجزر ماركيساس، ولم تعرض للجمهور أبداً، لكنها أتيحت لمؤرخي الفن في العشرينيات من القرن الماضي قبل أن تختفي عن الأنظار من جديد، إذ اشتراها تاجر يهودي وأصبحت من مقتنياته الشخصية وأخذها معه لدى هروبه من النازيين وظلت هذه المخطوطة بعيدة عن الأنظار ومنسية تقريباً إلى أن عادت اليوم إلى الظهور في "معهد كورتولد للفن" في لندن. 

المخطوطة تعرض الآن في غاليري المعهد، بعد أن ظلت أسيرة الملكية الخاصة منذ الثلاثينيات. كان الباحثون المتخصصون في غوغان قد حاولوا تعقبها عدة مرات، ومنذ عقود لم يكن لدى أي أحد فكرة أنها موجودة في منزل في لندن، فقد نقلها إريك غوريتز (1889-1955) ثم أصبحت ملك ابنه توماس (1918-1997) ومؤخراً عرضها أحفاد غورينز للبيع في مزاد من خلال دار سوذبيز بدءاً من 6.5 مليون جنيه استرليني. 

غوغان - القسم الثقافي
من المخطوط

يأتي المخطوط في 213 صفحة تضم كتابات ويوميات وتعليقات، و29 رسمة ومطبوعات مونوكرومية وتخطيطات، يمكن القول إنها مزيج من الذكريات والمعتقدات الفنية الخاصة بغوغان، وعلى الرغم من أن النسخة الأصلية لهذه المخطوطة لم تدرس من قبل، لكن محتوياتها كانت معروفة وجرى تبادل الصور عنها عبر العقود. 

في دفتر غوغان معلومة يذكرها حين رسم فان غوغ، توحي بأنه هو من ألهم الفنان الهولندي لرسم عباد الشمس، وهناك تسجيل لكثير من الوقائع التي يظل على المؤرخين مسؤولية التحقق من دقتها أو مبالغة غوغان، فقد كتبت المخطوطة في فترة كان فان غوغ ميتاً، وكان غوغان لا يخفي غيرته من صديقه الراحل. 

غلاف الكتاب
من المخطوط

يروي غوغان في "قبل وبعد" الأيام الأخيرة التي عاشها مع فان غوغ قبل عيد الميلاد عام 1888 بقليل. يدعي غوغان أنهما ذهبا قبل بضعة أمسيات إلى مقهى و"فجأة رمى فينسنت الزجاجة باتجاه رأسي"، ولكنها لم تصبه، وفي مرة أخرى ادعى غوغان أنه كان يتمشى في حديقة، عندما رأى فجأة أن "فنسنت كان يندفع نحوي، وشفرة حلاقة مفتوحة في يده"، وحين حدق غوغان في رفيقه تراجع الأخير.

المساهمون