في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، التقت مجموعة من الفاعلين الثقافيين المهاجرين إلى الدنمارك، والمهتمين بنشر الثقافة العربية وتصحيح الصورة النمطية عن العرب في البلدان الاسكندنافية والغربية عموماً، حيث خلصوا إلى تأسيس تظاهرة متخصّصة في القراءة.
بعد نسخته الأولى، تنطلق مساء الإثنين المقبل، الخامس من الشهر الجاري، فعاليات الدورة الثانية من "معرض كوبنهاغن للكتاب العربي" في العاصمة الدنماركية، وتتواصل حتى العشرين منه، بتنظيم من "دار لوسيل" القطرية و"نورديك ديجيتال وورلد" النرويجية.
يحضر في المعرض حوالي ثمانية وعشرين عنواناً بمشاركة أكثر من مئتي دار نشر، مع عرض جداول تصنيفات للمتوفر إلى جانب بيانات إرشادية لكل الكتب المطروحة، مع إمكانية شراء الكتب الورقية والرقمية من خلال البيع على الإنترنت.
في تصريحات صحافية، أشارت فاطمة الرفاعي مدير إنتاج وتوزيع في "دار لوسيل" إلى أن المعرض الرقمي المنتظر سيشهد عددًا كبيرًا من المشاركات لدور نشر عربية من بلدان مختلفة، ولفتت إلى أن أهمية هذا المعرض تكمن في كونه يأتي في ظل توقف معارض الكتب الورقية بسبب جائحة كورونا، حيث تم إلغاء الكثير من المعارض حول العالم ما حرم الساحات الثقافية من متابعة مستجدات الكتب من خلال المعارض المخصصة لها، ما ساهم في إعلاء قيمة المنصات الإلكترونية التي تعمل في مجالات النشر والتوزيع للكتاب سواء كان ورقيًا أم رقميًا.
"المعرض الرقمي المنتظر سيشهد مشاركة أكثر من مئتي دار نشر
التوجّه نحو الكتاب الرقمي يشكّل سمة للعديد من المعارض العربية التي أطلقت مؤخراً في القارة العحوز، ومنها "معرض الكتاب العربي في أوروبا" الذي اختتمت دورته الأولى في آب/ أغسطس الماضي، و"معرض ستوكهولم للكتاب العربي" الذي ينطلق خلال الشهر الجاري أيضاً.
وأوضحت الرفاعي أنه سيتم إعفاء جميع دور النشر والمؤسسات غير الربحية من رسوم المشاركة في الدورة الافتراضية، وتوفير الشحن المجاني داخل الدنمارك والسويد كنوع من الدعم والمساندة من منظمي المعرض لتواجد الكتاب العربي في أوروبا، فيما سيتم عقد الدورة الثالثة من المعرض في قلب العاصمة الدنماركية؛ كوبنهاغن في أقرب وقت مناسب، وفق تعبيرها.
يذكر أن المنصة الإلكترونية للدار تحوي حاليًا قرابة عشرين ألف كتاب بعد عقد العديد من اتفاقيات التعاون مع عدة جهات، وتسعى الدار من خلال فعالياتها المتنوّعة إلى نشر المعرفة وإثراء الثقافة العربية من خلال تقديم محتوى أدبي وفكري وثقافي يلبي تطلعات القارئ العربي ويشجّعه على القراءة وطلب المعرفة.