في الثقافة التونسية، وتحديداً في بيئة البحث ضمن الفلسفة والعلوم الإنسانية، يوجد ارتباط معروف ومفهوم مع الثقافة الفرنسية، فالاستناد إلى مفكّريها واضح والترجمة من لغتها لا تزال هي السائدة.
لكن في العقدين الأخيرين، ظهر اهتمام بدوائر فكرية أخرى أبرزها ألمانية وتتجلّى في وتيرة منتظمة من الترجمات الفكرية من هذه اللغة. وينسحب ذلك على الثقافة الأنغلوسكسونية حيث يزداد حضورها في الأعوام الأخيرة مع اتخاذها لغة تأليف في أحيان كثيرة (لدى سلوى الشطي، ومحمد صالح العمري، وهاجر بن إدريس، وآخرين).
تتقاطع دائرتا الثقافتين الألمانية والأنغلوسكسونية في عدد من الأسماء من أبرزها لودفيغ فيتغنشتاين، البريطاني جنسية وذي الأصول النمساوية. ولعل تخصيص ندوة لهذا المفكر في تونس يؤشّر على ذلك الخروج التدريجي من الدائرة الفرنكفونية.
يوم الجمعة المقبل، 11 آذار/ مارس الجاري، تحتضن "دار الكتب الوطنية" في تونس العاصمة، بداية من العاشرة صباحاً، ندوة بعنوان "مائة عام بعد الرسالة المنطقية" بتنظيم من "دار المعلمين العليا" وسفارة النمسا في تونس العاصمة.
تتضمّن الندوة معرضاً للتعريف لفيتغنشتاين وسيرته الحياتية والفكرية، تقدّمه الباحثة مليكة الولباني، والتي سبق أن قدّمت ندوات ومؤلّفات حول صاحب كتاب "تحقيقات فلسفية".
كما تتضمّن الندوة محاضرتين، تتناول الأولى مشكلة السببية عند فيتغنشتاين وتقدّمها الباحثة ياسمينة الغضبان، فيما يناقش حمدي مليكة مفهوم الهوية المنطقية عند المفكر البريطاني النمساوي.