تُعدّ الفوتوغرافيا من بين أكثر الفنون قدرة على استخراج ما هو جماليّ من أغراض الحياة اليومية حين يبحث المصوّرون على ما هو مفلت واستثنائي داخل غابة من الأشياء العادية.
من بين هذه الأشياء تلك المناطق المهجورة التي توجد في كل مدن العالم. أن تكون مهجورة يعني أنها باتت غير ذات فائدة من منظور اجتماعي ورسمي، ولكن من ينظر لها من زاوية الفوتوغرافيا سيجد أنها محور مركزي.
يُبرز هذا الحضور للأماكن المهجورة في الفوتوغرافيا كتاب صدر مؤخراً عن منشورات "راسين" تشارك في إنجازه كل من سيلين دانلو ودلفين بوكسان، وحمل عنوان "محطة أخيرة: غوص فوتوغرافي في الأماكن المهجورة والممنوعة".
أبرز ما تلاحظه المادة الفوتوغرافية هو أن الأماكن المهجورة موطن لعودة الطبيعة في المربعات التي خسرتها لصالح البناءات الحضرية، ولكنها تظل عودة مشوّهة ومنقوصة فما ينبت من أعشاب في هذه الأماكن مما تحب أن ترصده العدسات ليس مما يُنتفع به، ولعل في ذلك مكمن قيمته الجمالية.
في النصوص المصاحبة تؤكّد المشرفتان على العمل بأن ظاهرة حضور الأماكن المهجورة تكاد تنحصر في الفوتوغرافيا من بين الفنون البصرية، وبدرجة أقل في السينما التجريبية، لكنها غائبة بشكل شبه تام عن اللوحة كأبرز محامل الفنون.