بعد نحو عامين على إغلاقات كورونا، أعاد "المنتدى الثقافي العربي" في "مركز حرمون للدراسات المعاصرة" أمس السبت، فتح قاعاته ومكتبته بإسطنبول، لتقديم فعاليات وأنشطة تهدف إلى تصويب العديد من المفاهيم التي انتشرت مؤخراً في تركيا لدى بعض الأحزاب المعارضة، الذي تتبنى خطاب الكراهية تجاه العرب.
في حديثه إلى "العربي الجديد"، يُوضّح سمير سعيقان، مدير المركز أنّ عمل الأخير الأخير وخدماته "لن تقتصر عمل على فتح أبوابه للجميع، وتقديم ما يحتاجه الباحث من مراجع وخدمات بالمجان فحسب، إنما يتّم العمل على إقامة ندوات ولقاءات حوارية وموائد مستديرة، لبحث ونقاش القضايا العربية والإقليمية، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلاقات العربية التركية وعلاقات الإقليم بالعالم".
ويرى سعيفان أن "دور المنتدى يتأتّى من ضرورة الحوارات التي يجب أن تتم حول المشكلات الكثيرة التي نواجهها في منطقتنا، مما يتطلّب مزيداً من الدراسة والنقاش لتعميق الفهم وأسباب هذه المشكلات، سواء الذاتية النابعة من واقعنا أو الخارجية بفعل تدخل قوى من خارج الإقليم أو بسبب أطماع بعض أطراف الإقليم".
ستكون أغلب الفعاليات مشتركة بين العرب المقيمين بتركيا وبين الأتراك
وحول المنتدى الثقافي العربي، يضيف سعيفان: "نحن أشبه بقارب صغير في بحر كبير، خاصة أن المجتمع التركي تعرّض إلى موجات أكبر من الهجرة، وبالتالي فإن هذا الأمر يخلق بعض المشكلات، لذا فإن مسألة التفاهم تلعب دوراً كبيراً عبر الحوار ونقل ووجهات النظر المناسبة إلى المجتمع التركي".
ويأمل المتحدث أن يُسهم "مركز حرمون" في سدّ بعض الثغرات الناجمة عن تقصير وسائل الإعلام، عربية كانت أم تركيا، لتقريب وجهات النظر وإحياء الثقافة من خلال استضافة مفكرين وباحثين عرب، ومواكبة الإصدارات وتقديمها للجمهور العربي بإسطنبول، ومحاولة استثمار الوجود السوري في تركيا، بقضايا تعكس صورة المجتمع السوري وتحد من التشويه أو سوء الفهم الذي يزيده حاجز اللغة.
وكان "المنتدى الثقافي" قد افتتح أمس بحي الفاتح بمدينة إسطنبول، بمشاركة شخصيات عربية وتركية، وجرى خلال الافتتاح توقيع كتاب "بين الديمقراطية والثيوقراطية: أين تكمن الحقيقة؟" للباحث السوري أحمد سامر العش، وإقامة معرض جماعي لفنانين تشكيليين عرب، قبل أن تنطلق أولى الندوات تحت عنوان "العلاقات العربية التركية".
وينبّه مدير المنتدى، سمير عبد الله، إلى أن رؤية الأخير تقوم على ثلاثة محاور؛ الأول، نوعية النشاطات والفعاليات التي ستتنوّع موضوعاتها بين السياسة والاقتصاد والأدب والفن، وتستهدف مختلف الشرائح العمرية، حيث ستقام ندوات وجلسات حوار مع مفكرين وأكاديميين وسياسيين، وحفلات توقيع للكتب ودواوين الشعر ومراجعات لبعض الكتب، ومعارض فنية، إلى جانب ركن القراءة في مكتبة المنتدى.
ويُركّز المحور الثاني على أن تكون أغلب الفعاليات مشتركة بين العرب المقيمين بتركيا وبين الأتراك، ليحقق المنتدى هدفه في أن يكون جسراً للتواصل بينهم، بينما يهتمّ المحور الثالث بالوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين من نشاطات المركز، من خلال تفعيل صفحات المنتدى والمركز على وسائط التواصل الاجتماعي.