رغم تأجيل العديد من معارض الكتب العربية منذ انتشار فيروس "كوفيد – 19" منذ أكثر من عام، أقيمت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي أولى دورات "معرض العراق الدولي للكتاب" في بغداد، والتي حملت اسم الشاعر العراقي مظفر النواب (1934)، بمشاركة حوالي مليون عنوان.
بعد مرور نحو شهرين، تنطلق الخميس المقبل، الثامن عشر من الشهر الجاري، فعاليات الدورة الأولى من "معرض البصرة الدولي للكتاب" التي تتواصل حتى السابع والعشرين منه، ويقام على أرض معارض مدينة البصرة (500 كلم جنوبي العاصمة العراقية)، بتنظيم من "جمعية الناشرين والكتبيّين"، و"اتحادِ الناشرين" و"اتحادِ الكتاب"، ووزارة الثقافة، و"مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون".
في حديثه إلى "العربي الجديد"، يشير رئيس "جمعية الناشرين والكتبيّين" إيهاب القيسي إلى أن "البصرة تعدّ ثالث أهمّ مدينة عراقية من حيث الكثافة السكانية وموقعها الجغرافي المطلّ على الخليج العربي، وخصواً أنها من المدن القديمة العريقة ليس في العراق فحسب، إنما في العالم العربي"، موضحاً أن "من حق القارئ البصري أن تصله آخر الإصدارات وأبرزها ويطلع على أحدث الأنشطة الثقافية، ولهذا قرّرنا إقامة هذه التظاهرة".
"صناعة النشر والكتاب في العراق لا تزال فتيّة، حيث بدأ تأسيس دور نشر حقيقية بعد عام 2003
ويضيف: "نأمل تقديم العديد من الفعاليات المأمول لها أن تنهض بالواقع الثقافي للمدينة، وأن يحصل القرّاء على الكتاب بأسعار مناسبة ودون عناء البحث عنه، حيث من المقرر إقامة ثلاث فعاليات إلى خمس يومياً، وتتراوح بين أمسيات شعرية وجلسات نقدية وورشات متخصّصة في القراءة والكتابة، إلى جانب ندوات سياسية وأخرى حول الفوتوغراف والتشكيل، حيث سيتمّ استضافة العديد من الكتّاب والنقاّد من جميع المدن العراقية".
كما يلفت القيسي إلى "عقد فعاليات متخصّصة في النشر تشارك فيها اتحادات النشر العربية، حيث من المتوقّع مشارمة نحو مئتي دار نشر في المعرض"، مبيّناً أن "صناعة النشر والكتاب في العراق لا تزال فتيّة، حيث بدأ تأسيس دور نشر حقيقية بعد عام 2003، بعد أن كانت هذه الصناعة تقتصر على المؤسسات الحكومية، حسث أصبح اليوم هناك حوالي ستين دار نشر عراقية، والتي يؤمل أن يكون لها موقعها المميز على خارطة النشر في العالم العربي".
تحمل الدورة الأولى اسم الشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب (1927 – 1964) الذي لا تزال تجربته تشكّل محطّة أساسية في تجديد القصيدة العربية في منتصف القرن الماضي، حيث يعتبر أحد روّاد شعر التفعيلة منذ إصداره ديوانه الأول "أزهار ذابلة" عام 1947، وقد ترك خلفه العدد من المجموعات الشعرية الأخرى، منها "حفار القبور" (1952)، و"المومس العمياء" (1954)، و"أنشودة المطر" (1960)، و"المعبد الغريق" (1962).