باتت معارض الكتاب العربي في البلدان الأوروبية ظاهرة بارزة في السنوات الأخيرة، ومن المفارقات أنها تعرف انتظاماً أكثر من معارض الكتب في المدن العربية خلال السنتين الأخيرتين في ظل الأزمة الصحّية العالمية، وإن كان من الوجيه الإشارة إلى أن معارض الكتاب العربي في أوروبا ليست أكثر من محاولات جنينية لتأسيس تقاليد تنظيم معارض عربية في القارة العجوز، نظراً للعناوين المحدودة التي تقترح للزائرين وغياب رؤية ممنهجة للفعاليات المصاحبة.
غداً تنطلق دورة جديدة من "معرض الكتاب العربي في أوروبا" الذي يقام في مدينة مالمو السويدية ويتواصل على مدى ثلاثة أيام. المعرض من تنظيم عدد من المؤسّسات العربية في الشمال الأوروبي مثل "نوردك ديجيتال وورلد"، و"مركز أوغاريت التعليمي"، و"مركز أربيسكا إيديوكيشن"، وموقع "أرابيسكابازار".
تجري الإشارة في بيان الإعلان على المعرض عن وجود برنامج ثقافي، ولكننا لا نعثر على جدول بمجمل الفعاليات المقترحة، في ما عدا الإعلان عن مجموعة من الفعاليات المتفرّقة مثل عرض موسيقي لـ عماد التميمي وبتول عردات، وحفل إطلاق قاموس طبّي ثلاثي اللغة: عربي، سويدي، إنكليزي.
يذكر المنظّمون أيضاً أن دورة هذا العام ستتضمّن مشاركات دور نشر عربية كبرى، منها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، دون أن تُذكر - إلى اليوم - بقية دور النشر المشاركة، مع الإشارة لمشاركة عدد من المكتبات العربية المتخصصة في توزيع الكتاب العربي في أوروبا.
يركّز المنظمون على استقطاب الأطفال في دورة هذا العام، في محاولة للإبقاء على العلاقة المتينة بين الأسر العربية - ومعظمها من اللاجئين - والثقافة العربية. ولعلّ هذه النقطة أهمّ ما يمكن أن تقدّمه هذه التظاهرات.