انطلقت، أمس الخميس، في "مركز محمد شيخو للثقافة والفن" بمدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، أقصى شمال سورية، فعاليات الدورة الخامسة من "معرض هركول للكتاب"، بمشاركة قرابة أربعين دار نشر تحضر بنحو 130 ألف عنوان في مجالاتٍ أدبية وفكرية مختلفة.
تحمل الدورة الجديدة من المعرض، الذي تُنظّمه "هيئة الثقافة" في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية حتى الخامس من الشهر المقبل، شعار "الكتاب نبض الحياة"، وتعرض كتباً بالعربية والكردية والتركية والفارسية والإنكليزية من سورية والعراق وتركيا ولبنان وإيطاليا ومصر والإمارات.
ورغم تراجُع الإقبال عليها بسبب الأوضاع المتوتّرة في القامشلي والمدُن القريبة منها، لا تزالُ التظاهرةُ التي انطلقت في 2017 محطّ اهتمام كثير ممّن يجدون فيها منفذاً إلى عالَم الكتاب. أحدُ هؤلاء هو كاوا فتاح، الذي التقت به "العربي الجديد" خلال أوّل أيام المعرض.
وقال فتاح لـ"العربي الجديد" إنَّ وجود المعرض أمرٌ حيوي بالنسبة إلى المنطقة، لكونه يمثّل متنفَّساً لمحبّي المطالعة، مضيفاً: "إنه لأمر ممتعٌ زيارة المعرض، سواءٌ انتهت الزيارة باقتناء كتب، أو تعذّر ذلك بسبب الظروف المادية".
واعتبر المتحدّث أنَّ إقامة المعرض، وهو الوحيد من نوعه في الشمال السوري، في جوّ تُخيّم عليه الحرب هو في حدّ ذاته "انتصار للثقافة وللإنسانية"، مضيفاً أنَّ التظاهرة أتاحت للقرّاء التعرُّف على العديد من الكتّاب المحليّين.
من جهته يقول المترجم ومدير "دار نقش"، عبد الله شيخو، لـ"العربي الجديد" إنَّ مؤسّسته تُشارك في المعرض بأكثر من ألفَي كتاب، بينها عناوين جديدة وأُخرى قديمة، مضيفاً أنَّ أهمية التظاهُرة تكمن في كونها تمثّل ملتقىً ثقافياً مِن شأنه إبعاد الناس عن أجواء الحرب والقلق وتذكيرهم بالقيَم الإنسانية، وفق تعبيره.
ويضيف: "أعتقد القراءة كانت لتمنع ما وصلنا إليه في سورية؛ فالكتاب مدخل للتعلُّم والثقافة وتقبُّل الآخر". من ناحية أُخرى، أشار شيخو إلى ارتفاع أسعار الكتب، وتأثيره على إقبال القرّاء، رابطاً ذلك بارتفاع أسعار الشحن.
ويلفت المتحدّث إلى أنَّ الكتب التي تُلاقي رواجاً كبيراً هي الكتب الأدبية والفكرية، بينما تعرف كتب الأطفال عزوفاً حادّاً، ويعلّق: "لا يرتبط ذلك بالمقدرة الشرائية، وإنما بانعدام ثقافة القراءة خارج المناهج الدراسية لدى الأطفال، وهذا أمرٌ خطير من وجهة نظري".
يُشار إلى أنَّ المعرض يحمل اسم حسين شاويش المعروف اسم هركول (1958 - 2016)، وهو كاتب وشاعر ومناضل كردي صدر له كتابٌ بعنوان "دراسة اجتماعية ثقافية تاريخية ـ سطور منسية من حياة المجتمع الكوجري"، إلى جانب مجموعة شعرية بالكردية، وكتاب بعنوان "السجل الأسود" ضمّ مجموعة من مقالاته، كما ترجم عدداً من قصائد الشاعر السوري نزار قباني إلى اللغة الكردية.