يمثّل مسرح الهواة في تونس أحد أهم روافد حركتها المسرحية، حيث نجد إنتاجات ذات مستوى لا يبتعد كثيراً عما يُقدَّم في المسرح الاحترافي، على مستوى النصوص وأداء الممثلين أو الرؤى الإخراجية.
رغم ذلك يقف هذا النوع من المسرح أمام صعوبة اختراق منطقة الضوء، وهو أمر بدأ يتغيّر بالتدريج خلال الأعوام الأخيرة، وتجلّى ذلك في حضور أعمال من مسرح الهواة في أبرز المهرجانات مثل "أيام قرطاج المسرحية"، وإن حدث ذلك بعيداً عن المسابقات فإنه يعدّ اعترافاً بجهود الهواة في الإبداع المسرحي.
مع تأسيس "مدينة الثقافة" في تونس العاصمة عام 2018، وتمركز الاهتمام الإعلامي عليها، وجَد المشرفون على المؤسسات المسرحية داخل هذا الفضاء أنه من الممكن استثمار هذا الاهتمام لصالح قطاعات مهمّشة من المسرح.
في هذا الإطار، جرى إطلاق "ملتقى مسرح الهواية" من قِبَل "قطب المسرح والفنون الركحية" في "مدينة الثقافة" بهدف تقديم قضايا هذا القطاع المسرحي، وربطه بشركات إنتاج حكومية وخاصة، ناهيك عن تقديمه على أحسن وجه من خلال العروض في قاعات "مدينة الثقافة" المجهّزة بشكل جيّد على المستوى التقني، خلافاً لمعظم قاعات المسرح التي تقدّم فيها عروض الهواة عادةً.
تنطلق دورة هذا العام، وهي الثانية، يوم غد الثلاثاء وتتواصل حتى 14 كانون الثاني/ يناير الجاري وتأتي تحت عنوان "هواة - نواة"، في إشارة إلى كون مسرح الهواية يمثّل عامل تغذية رئيسي للمسرح التونسي.
تحمل هذه النسخة من التظاهرة اسم "دورة المرحوم الفنان مكرم نصيب"، تكريماً لهذا المسرحي الذي رحل العام الماضي وكان له دور مهم في حضور المسرح بعيداً عن مركزية العاصمة.