في السابع من الشهر الجاري، أطلقت مؤسسة "اتجاهات - ثقافة مستقلة" في بيروت "ملتقى مينا" عبر أربع محطات تتنوع بين المسرح والموسيقى واللقاءات المفتوحة، واشتملت المحطة الأولى على قراءات مسرحية من عرض "خيط حرير" من إنتاج "فرقة زقاق المسرحية"، والثانية في فنون الأداء حيث تمّ تقديم مسرحية "جثة على الرصيف" من إنتاج "فرقة كون المسرحية"، والرابعة في حفل موسيقي بعنون "لبكرا" تنظّمه "مؤسسة العمل للأمل".
أما المحطة الثالثة، فتنطلق عند السابعة من مساء اليوم الاثنين جلسة ثقافية تحت عنوان "الأرشيف كفعل مقاومة ثقافي" بالاشتراك مع "سينما ميتروبوليس"، تتناول عدداً من التساؤلات حول قدرة الحفظ والتوثيق ونشر الأفلام والصور والأرشيفات الصوتية على مقاومة المحو المتعمد لهذا التراث من قبل الطبقة السياسية الفاسدة وسيطرتها على المؤسسات العامة.
تهدف الجلسة إلى "عقد نقاش حول المبادرات المتعددة الهادفة للحفاظ على أرشيف الأفلام والصور، ودور هذا الأرشيف في تشكيل مقاومة تواجه محاولات محو التراث المتعمدة، التي تقوم بها طبقات سياسية فاسدة تتحكم بالمؤسسات العامة"، بحسب بيان المنظّمين.
ما الدور الذي يلعبه الأرشيف في تشكيل مقاومة تواجه محاولات محو التراث المتعمدة؟
يشارك في الفعالية عدد من الباحثين والناشطين، هم: ناتالي روزا بوخير من "أُمم للتوثيق والأبحاث"، وهبة الحاج من "فيلدر: المؤسسة العربية للصورة، وليانا قصير من "نادي لكل الناس"، وتديرها نور عويضة من "برنامج سينماتيك بيروت/ جمعية سينما متروبوليس".
تعدّدت المبادرات بعد الانتفاضات العربية عام 2011 حول إعادة بناء الأرشيف في التعامل مع الأحداث وتوثيقها وكيفية عرضها، كفعل تقويض للسلطة والسرديات الرسمية، وتفكيك لخطابها، يقود إلى إعادة النظر في التاريخ الاجتماعي والسياسي برمّته.
يطرح المشاركون تساؤلات مثل: ما هو الدور الذي تلعبه هذه المحفوظات في كتابة تاريخنا الجماعي وفي مقاومة هذا المحو؟ كيف يمكن للمبادرات المستقلة وغير الحكومية أن تخلق نماذج تتحدى الإهمال الكبير للسياسات الثقافية؟ وكيف نفكر في الحفاظ على تراثنا في وقت تتهدد فيه مساحاتنا الآمنة بشكل يومي؟