منذ تأسيسه في 2012، ظلّ "المهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلية" يُقام في مدينة تاونات بمنطقة جبالة شمال المغرب، لكنَّ المديرية الجهوية لقطاع الثقافة في جهة فاس - مكناس، التي تُشرف على تنظيمه، قرّرت مؤخَّراً وعلى نحوٍ مفاجئ تنظيم دورته التاسعة، التي كان مقرَّراً إقامتُها نهاية الشهر الجاري، إلى مدينة تازة (120 كلم شرقَي فاس).
أثار القرار ردود فعل رافضة مِن قبل فنّانين وفرق وجمعيات من تاونات والأقاليم المجاورة لها؛ مثل شفشاون ووزان وتطوان والعرائش، واصفِين الخطوة بأنّها تهريبٌ للمهرجان عن بيئته الأصلية التي ظلّ يُعقَد فيها طيلة ثماني دورات.
ووقعّت قرابة ثلاثين فرقةً موسيقيةً بياناً عبّرت فيه عن استنكارها قرار نقل التظاهُرة مِن تاونات التي قالت إنّها تُعدُّ "مهداً لفنّ العيطة الجبلية"، مضيفةً أنَّ المهرجان هو التظاهُرة الثقافية الوحيدة المتخصّصة في هذا النوع الفنّي في الإقليم.
كما راسل "منتدى كفاءات إقليم تاونات"، الذي تأسّس العام الماضي ويضمُّ قرابة ستمائة عضو ينحدرون من المنطقة داخل المغرب وخارجه، وزارة الثقافة والشباب والرياضة المغربية، داعياً إياها إلى التدخُّل مِن أجل إبقاء المهرجان إلى مدينتهم، معتبراً أنّه "إرث ثقافي، وحضاري لا يقبل الانشطار عن إقليم تاونات، اعتباراً لخصوصية المجال الجغرافي المنتج لفن العيطة الجبلية".
ويبدو أنَّ هذه النداءات لقيت استجابة من وزارة الثقافة؛ حيثُ نقلت وسائل إعلام محلية أنَّ الأخيرة تراجعت عن تحويل التظاهُرة إلى تازة، وأنها باشرت اتصالات مع السلطات المحلية ومديرية الثقافة الجهوية في جهة فاس - مكناس حول القرار.
ويهدف المهرجان، بحسب وزارة الثقافة، إلى "إبراز خصائص فنون العيطة الجبلية، والمحافظة عليها، والتعريف بها وبروافدها وببيئتها، وبتلاقحها مع الأنماط الغنائية التراثية الأُخرى في المغرب، وبأدوارها ذات الأبعاد المختلفة عبر التاريخ في المنطقة".