تتزايد الدراسات حول حضور فنّ "أحواش" في الحياة الاجتماعية بالمغرب منذ القرن الناسع عشر، في محاولة لفهم العلاقة بين واحدة من أبرز التعبيرات الشعبية التي تمزج بين الموسيقى والإيقاعات والرقص الجماعي والارتجال والمساجلات الشعرية، وبين الأعياد الدينية والمواسم الزراعية.
تشكّل هذه الصلة موضوعاً أساسياً للنقاش في الدورة العاشرة من "المهرجان الوطني لفنون أحواش" التي تنطلق عند السابعة من مساء الجمعة المقبل في ساحة الموحّدين بمدينة ورزازات (500 كلم جنوب الرباط) وتتواصل لثلاثة أيام، بتنظيم من وزارة الثقافة.
"فنون أحواش: إرث ثقافي وحضارة عريقة" شعار التظاهرة وعنوان الندوة العلمية التي تُنظّم في "قصر الموتمرات" بالمدينة عند العاشرة من صباح السبت المقبل، ويشارك فيها الباحث والأكاديمي محمد الخطابي الذي وضع عدّة دراسات حول أشكال التعبير الفنية الجماعية في الثقافة الشعبية المغربية، ومنها أحواش باعتبارها ممارسة فنية جماعية تضيء التحولات الاجتماعية.
كما يشارك الباحث والأكاديمي عز الدين بونيت الذي ألّف دراسات حول مفهوم الفرجة الشعبية في الثقافة العربية والمغربية، وكذلك حول التراث غير المادي، وموقع أحواش في الثقافة والتراث وتأثيرها فيهما، وتغيّر الدلالة الاجتماعية لمفردات الفن.
ويشمل برنامج الدورة الحالية مشاركة عشرات الفنانين والفرق التي تنتمي إلى الجهات الإدارية: درعة تافيلالت، وكلميم واد نون، وسوس ماسة، ومراكش آسفي، إلى جانب مشاركة فرق متخصّصة في فنون تراثية أخرى، وفرق للأطفال، من أجل "تشجيع الأجيال الصاعدة على ممارسة هذا الفن، والإلمام بقواعده والحفاظ عليه"، بحسب بيان المنظّمين.
كما يقام استعراض فني (كرنفال) يوم الافتتاح، وتقام على هامش المهرجان معارض وورشات وأمسيات فنية تراثية، وتُخَصَّص فقرة لتكريم الفنانين صفية نيت حميد ومحمد الذهبي.
من بين الفرق المشاركة: "الغزالة"، و"تماست ورزازات"، و"شباب إيمنتانوت"، و"أفوس غوفوس كلميم"، و"تامونت نتجكال تازناخت"، و"أحواش أزظل"، و"أكلاكال للفنون الشعبية"، و"أرسال للثقافة" والفن"، و"سيدي داوود"، بالإضافة إلى ورش تدريبية في صناعة الآلات الموسيقية لفنون أحواش، وتلقين فنون أحواش، وأمسية للشاعر الشعبي أبراز نايت أومارك.