في عام 2014، افتتحت "لاغورا" في مدينة المرسى (25 كلم شمال تونس العاصمة) أبوابها كفضاء يعرض الأفلام وينظّم قراءات قصصية وشعرية وورشاً متخصّصة للأطفال في فن الحكواتي والعرائس والتصميم، قبل أن تعمّم التجربة في جزيرة جربة وقابس وغيرهما.
ومع انتشار جائحة كورونا في تونس والعالم، تأسس مهرجانٌ في هذا الفضاء تحت اسم "نظرات على الفنون"، في محاولة لتقديم عروض سينمائية افتراضية في وقت استحال خلاله الذهاب إلى صالات العرض، وتنطلق الدورة الثالثة من المهرجان عند الثامنة والنصف من مساء غدٍ الأربعاء وتتواصل حتى السادس عشر من الشهر الجاري.
وإلى جانب الأفلام المعروضة، وجّه المنظّمون دعوة لخمسة فنانين تونسيين لإنتاج أعمال فنية في اختصاصات متعددة في موقع "قبّة الهواء" الأثري، الذي يعود بناؤه إلى عام 1920، حيث شُيّدت أعمدته في مساحة تتجاوز عشرة أمتار داخل البحر، لكنّه تعرَّض إلى الإهمال وباتت بعض جدرانه مهدّدة بالانهيار.
وبعد دعوات عدّة من قبل منظمات وجمعيات أهلية، أعلنت وزارة الثقافة التونسية في الخامس عشر من نيسان/ أبريل الماضي عن تصنيف القبّة كمعلم أثري وتاريخي، وبناء على ذلك سيحاول الفنانون المشاركون إعادة تصوّره عبر فن الفيديو أو النحت والرسم ومختلف فنون الصورة، بحسب بيان المنظّمين.
من بين الأفلام المعروضة: الوثائقي "صيف الروح" (2021) للباحث والمخرج الأميركي أمير تومسون، والذي يعود إلى أول دورة من "مهرجان هارلم" في صيف عام 1969، حيث تم الاحتفاء حينها بالموسيقى والثقافة الأفريقية الأميركية على مدار ستة أسابيع، ليستعيد عشرات الساعات من التسجيلات وأرشيفاً كاد يُطمس لأسباب تتعلّق بسياق سياسي واجتماعي وفني أيضاً.
كما يعرض فيلم "أنيت" (2021) للمخرج الفرنسي ليوس كاراكس، الذي يوثّق خلاله قصة ممثل كوميدي ساخر غريب الأطوار من لوس أنجلوس يدعى هنري، يحظى بشهرة كبيرة، وزوجته آن، مغنية الأوبرا الصاعدة، واللذين تجمعها قصّة حب رغم تناقضاتهما الكبيرة؛ إلى جانب فيلم "كابوتي" (2006) للمخرج الأميركي بينيت ميلر، الذي يتتبع ستّة أعوام عاشها مواطنه الروائي ترومان كابوتي بعد قراءته خبر جريمة يقرّر أن يحقّق فيها بنفسه.
كما يُعرض فيلما "أبواب" (1991) للمخرج الأميركي أوليفر ستون، و"كوكب الشرق" (2015) للمخرجة التونسية فريال بن محمود التي تروي جانباً من سيرة أم كلثوم، وغيرهما.