"نحتفي به في تاريخ ولادته وتاريخ رحيله، عسى أن يكون هذا الاحتفاء لحظة تأمُّل وتفكير في راهنيته وحاجتنا المستمرّة إلى صوته وشعره الذي نستضيء به في مناحي حياتنا المختلفة، وفي مراحل تاريخنا المتعاقبة". هذه الكلماتُ جزءٌ من بيانٍ لـ"المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية" في مدينة توزر؛ مسقطِ رأس أبي القاسم الشابّي (1909 - 1934). أمّا المناسبة، فهي تظاهرةٌ تُنظّمها في الذكرى التاسعة والثمانين لرحيل الشاعر التونسي، والتي مرّت أوّل أمس الإثنين.
تتضمّن التظاهُرة، التي انطلقت الأحد الماضي وتستمرّ حتى السبت المُقبل، عدداً من الفعاليات التي تُقام في فضاءات ثقافية مختلفة بالمدينة الواقعة في الجنوب الغربي لتونس، وتتوزّع بين الندوات الفكرية والأمسيات الشعرية ومعارض الكتب والمعارض الفنّية والورشات التدريبية.
أُقيمت في اليوم الأوّل ورشة رسم حُرّ موجَّهة للأطفال بعنوان "الشابّي في عيون الأطفال"، وورشة حيّة في الرسم لعدد من تشكيليّي المنطقة، وورشة رسم بورتريهات للشاعر التونسي بمشاركة كلّ من التشكيليّين: ضياء كعباوي وروضة بريبش وأيمن النبيلي ولسعد الترايكي وأميرة الشريف، ومعرض بعنوان "أغاني الحياة" تضمّن حروفيات من قصائد الشابّي، بمشاركة الخطّاطين ماجد عشّاش وعبد الحميد حدان ونجيب هميلة ووليد الشريف، إلى جانب وصلات موسيقية وإلقاءات شعرية من قصائد الشابّي.
وشهد اليوم الثاني افتتاح عدد من المعارض؛ من بينها معرضٌ للكتب والمنشورات والدراسات التي أُلّفت عن الشابّي، وآخر للمخطوطات النادرة حوله، وثالث لصوره، إلى جانب ورشة لصنع مجسَّم للشاعر الراحل، بينما أُقيمت أمس الثلاثاء حلقة نقاشية بعنوان "الشابّي شاعراً وطنياً" من إدارة الأكاديمي محمّد الزابي.
وضمن البرنامج ندوة فكرية تُقام اليوم الأربعاء تحت عنوان "الشابّي: الراهنية والرهانات"، تتضمّن مداخَلة للباحث بدر الدين هوشاتي بعنوان "الحرية ودلالاتها في شعر الشابّي" وأُخرى للباحث عمر حفيظ بعنوان "حداثة الشابّي: السياقات والرهانات"، وأيضاً أمسية شعرية بمشاركة عدد من شعراء المنطقة.
ومن الفعاليات الأُخرى معرضٌ لكتب الشابّي يُقام غداً، وندوة بعنوان "الشابي بين الوطنية والرومانسية" تُقام السبت المقبل، ومعرض آخر للإصدارات الجديدة لعدد من كتّاب المنطقة.