في عام 2013، ألّف الكاتب البريطاني دنكان ماكميلان، بالاشتراك مع المسرحي جوني موناهو، مسرحية بعنوان "كلّ شيء رائع"، والتي تروي قصة طفلة في السابعة من عمرها تحاول أن تعالج والدتها المصابة بالاكتئاب بطريقتها، حيث أعدّت قائمة بجميع الأشياء المدهشة في الكون.
قُدّم النص على الخشبة برؤى مسرحية مختلفة حول العالم، كما حُوّلت إلى عمل تلفزيوني، وهو يقترب من نصوص سابقة للكاتب أثار خلالها العديد من الأزمات الاجتماعية والسياسية التي يعيشها الإنسان المعاصر، وناقش خلالها قضايا الأبوة والأمومة والإدمان والانتحار وغيرها.
"كل حاجة حلوة" عنوان النسخة العربية التي ترجمها الكاتب والمخرج المسرحي المصري أحمد العطار، ويقدّمها عند السابعة من مساء غدٍ الجمعة في "ساحة روابط للفنون" بالقاهرة، ويتواصل عرضها في الموعد نفسه لخمسة ليالٍ متواصلة.
يقدّم المخرج النص في مونودراما تؤديها الممثلة ناندا محمد باللهجة المصرية، بالاعتماد على رؤية تبسّط الحبكة الدرامية، مستفيداً من الملاحظات التي دوّنها ماكميلان مقترحاً على المخرجين تقديم رؤى مناسبة للجمهور الذي يتوجهون إليه.
يتبنى العرض أداء الممثل كعنصر أساسي ووحيد في مسرح فارغ من دون سينوغرافيا وأزياء أو مكياج، لا شيء يدعم الممثل سوى قدر بسيط من الإكسسوارات والموسيقى، بحسب تصريحات سابقة للعطار، الذي يسعى إلى تفاعل مباشر بين الممثل والمتلقي بحيث يصبح الأخير شريكاً في العمل، ويقدم مشاعر واضحة ويحرض على الكثير من التأملات.
العرض جزء من مشروع "المَسرح المُترجم - المسرح الأوروبي المعاصر بالعربية" الذي يهدف إلى ترجمة أربعة وعشرين نصاً مسرحياً معاصراً لكتاب مسرح أوروبيين إلى اللغة العربية، وهو من إنتاج "مؤسسة المشرق للإنتاج السينمائي والمسرحي"، بدعم من "اللملتقى العربي للفنون المعاصرة"، و"المركز الثقافي البريطاني" في العاصمة المصرية، ويجرى تقديمه مع موسيقى مصاحبة من اختيار حسن خان.
يهدي العطار عرضه إلى روح معلمه الراحل المخرج والممثل وأستاذ الدراما محمود اللوزي (1958 – 2021)، الذي اختار بدوره النص من بين عشرة نصوص إنكليزية لتكون جزءاً من مشروع الترجمة، ويكتب "بدونه، ما كان لمتخصصي المسرح وجمهور العالم العربي أن يستمتعوا بهذا النص الرائع".
يُذكر أن أحمد العطار كاتب ومخرج مسرحي مصري نال درجة الماجستير في إدارة الفنون والثقافة من "جامعة السوربون 3"، وقدّم العديد من المسرحيات منها: "اللعنة على داروين، أو كيف تعلمت أن أحب الاشتراكية" (2007)، و"حسن والبئر المسحور" (2009)، و"عن أهمية أن تكون عربياً" (2013)، و"العشاء الأخير" (2015)، و"ماما" (2019).