في عام 1967، أقام أحمد عبد العزيز معرضه الفردي الأول في مدينة المنوفية، قبل التحاقه بـ"كلية الفنون الجميلة" في القاهرة، وقد شكّلت الطبيعة الثيمة الأساسية لرسوماته في تلك الفترة، قبل أن يتوجّه إلى النحت ويقدّم عدداً من الأعمال التي نُصبت في ميادين عامة.
زاوج الفنان المصري (1950) بين الممارسة والأكاديميا، حيث واصل دراساته العليا وحاز درجة الماجستير عن أطروحة بعنوان "النحت بين العضوية والمعمارية"، ثم الدكتوراه عن رسالته "الإبداع في فن النحت الحديث بين الحرية والإلزام"، كذلك شارك في عشرات المعارض الفردية والجماعية.
"60 عاماً من الفن" عنوان المعرض الاستعادي لأحمد عبد العزيز الذي افتُتح عند السابعة من مساء أمس الأربعاء في "مركز الجزيرة للفنون" بالعاصمة المصرية، ويتواصل حتى التاسع من الشهر المقبل، ويضمّ مختارات من مراحل مختلفة من تجربته.
تنوّعت الخامات التي استخدمها الفنان بين البرونز والنحاس والخشب، وكذلك موضوعاتها. فخلال العقود الماضية، نفّذ عدداً من التماثيل التي تحاكي شخصيات ثقافية وسياسية وعسكرية في تاريخ مصر الحديث، منها عباس محمود العقاد، وأم كلثوم، وإبراهيم سليم، مؤسس الكلية الفنية العسكرية، وغيرهم.
يتناول عبد العزيز في أعمال أخرى الجسد الإنساني بأسلوب تجريدي يبتعد عن المباشرة، بحيث يُقطَّع الجسد إلى عدّة كتل متقاطعة، ترمز في بعضها إلى ذلك الانسجام والتناغم بين الإنسان والطبيعة، لتبدو حركته متسقة مع محيطه وكأنها ردّ فعل عليه.
وفي منحوتات أخرى، تظهر عدّة أجساد متداخلة في جسد واحد تخرج منه عدّة رؤوس ضمن تكوين في غاية البساطة والاختزال، لكنه يتسم بالصرامة وفق حسابات هندسية مدروسة في العلاقة بين الكتلة والفراغ، في محاولة لتصوير لا محدودية أو نهائية هذا الفراغ بما يحيل على الكون وأبديته.
يستعير عبد العزيز رموزاً وعناصر من الحضارات المصرية القديمة، كما في تمثاله "عروس النيل" الذي يجسّد المعتقدات الفرعونية بتقديم أجمل فتاة قرباناً للنهر الذي يمنح الحياة، وهي فكرة تكرّرت لدى العديد من النحّاتين المصريين المعاصرين. وضمن هذه المناخات، يحتوي المعرض على منحوتة تتكوّن من قارب تعلوه كتلٌ ترمز إلى رُبّانه وصاريته.