أدب اليافعين الفلسطيني.. نماذج جديدة في مواجهة الاحتلال

22 ديسمبر 2023
فِتيان يُمارسون رياضة "الباركور" عند جدارية لبانكسي في بيت حانون، غزة ، 2015 (Getty)
+ الخط -

ضمن سلسلة ندوات تنظّمها "مكتبة تكوين" في الكويت العاصمة، حول القضية الفلسطينية، قدّم، مؤخّراً، الكاتب الأردني الفلسطيني محمد النابلسي محاضرة بعنوان "حنظلة الذي لا يكبر: عن أدب اليافعين وتشكيل الوعي الفلسطيني" تناول فيها حال أدب اليافعين الفلسطيني، والتغيّرات التي حصلت عليه خلال عدة مراحل مرّ بها.

بدايةً، استذكر المُحاضِر طفولته في الكويت، لافتاً إلى كاريكاتير الصفحة الأخيرة في "جريدة القبس"، الذي كان يوقّعه الرسّام الفلسطيني الشهيد ناجي العلي، مُعتبراً أنّ "صورة حنظلة هي صوتنا الشعبي"، ثم انتقل للتساؤل عن ماهية أدب اليافعين الفلسطيني، مُحدّداً إياه بأنه موجّه لفئةٍ أكبر من فئة الأطفال قليلاً، وأصغر من فئة الكبار، أّما نسبته إلى فلسطين، فمأخوذة من موضوعه لا من هوية كاتبه، فـ"طالما أنّ بوصلته مُوجَّهة إلى فلسطين، بغضِّ النظر إن كان كاتبه فلسطينياً، فهو بالتالي فلسطيني".

وأشار النابلسي في حديثه إلى أنّ بعضاً من أيقونية حنظلة جاءت من كونه فتىً أيضاً، لكنّ السؤال يبقى قائماً: مَن البطل في أدب اليافعين وما دوره؟ خاصّة أنّنا أمام تغيُّرٍ في المفاهيم عمّا كان عليه الحال في وقت سابق.

وفي هذا السياق، تحدّث النابلسي عن نماذج جديدة تتمثّل في أعمال من قبيل "طائر الرعد" لسونيا نمر، و"لُغز عين الصقر" و"ستّ الكل" لتغريد النجّار، بما فيها من خلق لعوالم فلسطينية جديدة، وكذلك كتاب "سرّ الزيت" للأسير وليد دقة، المَعني بأدب السجون، وبالتالي هذا النوع من الكتابات مُقلِق للاحتلال الإسرائيلي، كما استشهد برواية "مصنع الذكريات" لأحلام بشارات، والتي تتحدّث عن مساعدة الأصدقاء لجابر بعد فقدان والدته غزالة، ورواية أُخرى لها بعنوان "جنجر".

محمد النابلسي - القسم الثقافي
جانب من المحاضرة

كما تناول المُحاضِر روايته "الحكي عن أيمن وفراشاته" التي تروي قصّة الفنان أيمن صفيّة، الذي تركه الاحتلال ليغرق في عرض البحر. كل هذه الأعمال، حسب النابلسي، تُعيد صياغة شكل أدب اليافعين، بل إنّ ما نراه اليوم من نشاط لمؤثّرين على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل مُعتز عزايزة وعبّود وآخرين، هؤلاء أيضاً سيُساهمون في إعادة رسم الصورة. بمعنى أنّ على كتاب أدب اليافعين اليوم أن يرتقي لهذا المستوى حتى يستطيع مُخاطبة الجمهور.

وختم الكاتب بأنّ أدب اليافعين ليس رواية نكتبها فحسب، بل أداة مقاومة غير تقليدية، كما أن الموضوع ليس سهلاً حين نكون خارج فلسطين ونكتب عمّا في داخلها، ومن هنا يجب على أدب اليافعين أن يكون مُحرّضاً، بقدر ما يشتغل على مُناسَبته للفِتيان في المستقبل أيضاً، وليس الحاضر فحسب.

المساهمون