بعد مرور عام على العدوان الروسي على بلادهم، دعا "متحف بوده" في برلين عشرة فنانين أوكرانيين للدخول في حوار مع أعمال مختارة من مجموعاته الخاصة للنحت والفن البيزنطي التي تحتوي مقتنيات تعود إلى الفترة ما بين القرن الثالث إلى القرن الثامن عشر.
يأتي المشروع ضمن محاولة لفهم الفن الأوكراني المعاصر بناء على موضوعات متشابهة توقّف عندها الفنانون في الماضي، وذلك من أجل الحفاظ على الاستمرارية التاريخية، وتأكيداً على أن التأثيرات المستمدّة من الفن الديني تشمّل وسيلة لتوضيح قضايا أساسية تواجه المجتمعات الأوروبية في القرن الحادي والعشرين.
"الفن الأوكراني المعاصر في أزمنة الحرب" عنوان المعرض الذي يُفتتح في السابع عشر من الشهر المقبل في المتحف البرليني ويتواصل لمدة عام، ويضمّ أعمالاً نفّذها أصحابها منذ عام 2014، الذي شهد احتلال الجيش الروسي لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، وصولاً إلى بدء الحرب الحالية في شباط/ فبراير من العام الماضي.
يسعى الفنانون المشاركون إلى تصوير الحياة اليومية المتغيّرة بشكل كبير خلال هذه الأعوام، وما تعكسه من مشهد مضطرب في تاريخ الشعب الأوكراني، وكيف تتحوّل الحرب إلى استعارات من أجل استنهاض المشاعر الوطنية والتضحيات المستمرة مع نزوح أكثر من ستّة ملايين أوكراني إلى خارج بلادهم.
من بين الأعمال التاريخية التي يحاورها المشاركون، تمثال "عذراء الرحمة" للنحّات الألماني مايكل إرهارت (1469 – 1522) الذي تأثّر بالفن القوطي، وتمثال "المسيح المحجوب" لمواطنه هانز (1489 – 1531)، وهو ينتمي إلى المرحلة نفسها، وتمثال "حامِلُو الدرع" للنحّات الإيطالي توليو لومباردو (1460 – 1532)، إلى جانب نقش خشبي بارز يصوّر تحرير مدينة محاصرة ويعود إلى الفن البيزنطي في مصر خلال القرن الخامس الميلادي.
تُلقي الحرب بظلالها على المعرض، حيث لم يتمكن معظم الفنانين من نقل أعمالهم من أوكرانيا إلى ألمانيا، لذلك عُرضت نسخ فوتوغرافية عن بعضها، بمرافقة ملاحظات توضيحية مكتوبة باللغات الألمانية والأوكرانية والإنكليزية، حول علاقة كل لوحة بالعمل الذي تمّت استعادته.
كما تُعرض أعمال الفنانين في المعرض الدائم الذي يضمّ مجموعات النحت والفن البيزنطي، بحيث تُبرز التمثيلات والموضوعات المستخدمة قبل أكثر من مئتي عام، وفهم كيف تمّ استلهامها في الأعمال المعاصرة.
يشارك في المعرض كلّ من: سيرهي دروزياكا، وأوليغ جريشينكو، وأليزا لوزكينا، وسيرهي ليتفينوف، وسيرجي رادكيفيتش، وأليكسي ريفيكا، وكونستانتين سينيتسكي، ومرينا سولومينيكوفا، وآلا سوروتشان، وماتفي فايسبرغ.