أمَام البَحرِ
يتَأَمَّل المراكِبَ
وأنفَاسَ الأمْواجِ المُزدَحِمةِ بالزُّرقَةِ.
يَحْلمُ
بقَارَّاتٍ لم يصِل إليْهَا أحَدٌ...
لستُ قائداً ولا قبطاناً
يُريدُ أن يَسطُو على الهَواء
وأرْواحِ الغَرقَى.
بيد أنِّي أزرَقُ البَحرِ
وزَبَده الذي يَنفَجِرُ
مثْل قَلبٍ تُمزِّقهُ الرِّيحُ،
لسْتُ،
سَارقُ الزُّرقَة والضَّوء
الضَوء الذِّي يُرمِّم النَّظرَةَ.
***
أنظُر بَعيدًا
أبْعدَ من أفُقٍ يَنهارُ،
كأَنه جَبلٌ يَطفُو
فوقَ مِياه الطُّوفانِ.
بَيد أنِّي أُحَرِّرُ الأمْواجَ
من مُعتَقلاتِ الجَمالِ الزَّرقَاء
وأمضِي،
بخُطىً تَتعَثَّر بالفَراشاتِ
مُبلَّلةً بِمياهِ الطُّوفانِ.
***
أُبعْثر هَواء العُزلةِ القريب منَ الجَبلِ
وأمْضِي.
في طَريقِ اللاَّنهَايَةِ
حَيثُ يَنْتظِرُنِي،
رُماةُ الغَاباتِ
بِنِبال السَّديمِ المُمطِرةِ
وبِحَوزتِهم كَمائنُ السِّرِّ
تَتربَّصُ بالضَّوءِ.
كُلَّما غَطَّت شَراشِفُ الظَّلامِ
مِياهَ البَحْرِ
حَيثُ أقِفُ مَشْدُوهًا
كُلَّما اخْتفتِ المَراكِبُ
مِثل أفْكارٍ بَعِيدةٍ،
وظَهَرت جزر أخرى
كأنَّها فَواصِلُ تَسْتنفِر المَجْهُولَ
ثَمَّة
قلُوبٌ مَدفُونة
في قُبورِ المَاء، وأَحلاَم
وأطْفالٌ
خرجوا للتوّ
من حُروبٍ تَشْتعلُ في رأْسِي
رأسي بُركانٌ يَطفَحُ بِحِممِ الحُبِّ
وآلام العَالمِ، ونَزيفِ الفَراشَاتِ
في قَبو التَّاريخِ...
* شاعر من المغرب
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
