"أوركسترا قطر الفلهارمونية": مقطوعتان لتشايكوفسكي
تشير العديد من الروايات التاريخية إلى التوتر الشديد الذي لازم بيتر إليتش تشايكوفسكي طوال حياته المهنية، وتشكّكه الدائم تجاه معظم المقطوعات التي ألّفها في حياته، ووقوعه في نوبات الاكتئاب أكثر مرّة لأسباب عديدة، لكن أبرزها كان تضاده مع المؤلفين والأكاديميين المؤثرين في "معهد موسكو الموسيقي" حيث عمل مدرساً هناك.
بدت موسيقى المؤلف الروسي (1840 - 1893) متغرّبة عن جذورها السلافية، كما وصفها رموز "المدرسة الروسية الجديدة" آنذاك، ومنهم بورودين وكورساكوف وبالاكيرف، وإن كان الأخير قد أثنى على بعض أعماله المستمّدة من الموسيقى الشعبية الأوكرانية.
تقدّم "أوركسترا قطر الفلهارمونية"، عند السابعة والنصف من مساء السبت المقبل في "مركز قطر الوطني للمؤتمرات" بالدوحة، حفلاً يتضمّن سيمفونيتين من أبرز الاعمال التي ألّفها تشايكوفسكي، واكتسب بسببهما شهرة تضعه وراء بيتهوفن وموتسارات في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية، ويقود الأوركسترا رينشانغ فو.
تبدأ الأمسية بكونشيرتو البيانو رقم 1 لتشايكوفسكي، وهو كونشيرتو معروف بشكل خاص بتسلسل الكوردات الموسيقية التي يبدأ بها العازف المنفرد في الحركة الأولى، والذي عُرض لأوّل مرة في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة عام 1875، وتؤدى المقطوعة بآلات الفلوت والأوبو والكلارينيت والباصون والأبواق والترومبون والتيمباني والبيانو والوتريات.
ترك الكونشيرتو تأثيراً إيجابياً في تلقّيه نتيحة سهولة تذكّر ألحانه، والحالة العاطفية التي يعكسها، وهو يتبع الشكل التقليدي للكونشيرتو، ويتألف من ثلاث حركات تُعزف في نصف ساعة، وقد جذبت موسيقى تشايكوفسكي اهتمام أكبر الشخصيات الأدبية في روسيا خلال القرن التاسع عشر مثل تولستوي، ما زاد من انتشار أعماله.
يُختتم الحفل بالسيمفونية رقم 5، والتي كتبها تشايكوفسكي في صيف عام 1988، بعد نحو عشر سنوات من تأليفه السيمفونية الرابعة، وعُرضت لأوّل مرّة في مدينة سان بطرسبرغ، لكنها لم تلق الترحيب مثل سابقتها، ما أدخل صاحب "بحيرة البجع" في حالة من الاكتئاب، لكن ذلك تغيّر كلياً بعد رحيله مع اعتراف العديد من النقّاد بقوة العمل، وهي تتكوّن من أربع حركات ويعتمد فيها تنويعاً أوركسترالياً في انتقالاته النغمية بين الهدوء والغضب بإيقاعات عنيفة وشجية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
