في معظم أعمال إبراهيم الزيدي، هناك أطفال يلعبون ويمرحون في الحقل وعلى الأرجوحة واحتفالات الموالد وغيرها من المواسم الاجتماعية، لذلك عثر على غايته في إعادة تشكيل مشاهد الدمى والألعاب التراثية، من أجل تكثيف العلاقة بين الطفل واللعبة.
يمزج الفنان التشكيلي المصري (1963) بين التشكيل ورسم الكاريكاتير، كما يوظّف خامات عديدة في اشتغاله على سطح اللوحة، حيث تظهر قصاصات القماش على الخيش وقماش التيل، مع إضافة أدوات أو أجزاء منها مثل الرقّ والمنخل والغربال والحصيرة للرسم عليها، ومواد تستخدم عادة في صناعة العرائس.
"صانع البهجة" عنوان معرض البريدي الذي افتتح في "غاليري دروب" بالقاهرة في الحادي عشر من الشهر الجاري، ويتواصل حتى الثلاثين منه، ويضمّ حوالي ثلاثين لوحة تمثّل امتداداً لمعارضه السابقة التي تكتفي بتقديم مشهد الاحتفالية الشعبية بتنويعاتها المختلفة.
تغلب على معظم الأعمال المعروض ألوان زاهية ينفّذها الفنان بطريقة "المرج خيط"، التي تعتمد إبراز الخيوط وليس إخفاءها، في محاكاة لفن الخيامية المتوارث عبر مئات السنين حيث تُنسج الأقمشة الملونة في عمل السرادقات والخيام وتحتوي العديد من الرسومات والزخارف.
يتتبّع البريدي الحركة والسكون والانفعال الطفولي في اللعب وكذلك على العلاقة بين الأم وأطفالها، كما تصوّر أعمال أخرى حياة القرية حيث تظهر البيوت الريفية والترعة ومراكب الصيد الصغيرة وأشجار النخيل وأبراج الحمام، وفيها يقترب من الفن الفطري حيث لا يكترث بالنسب التشريحية بقدر اهتمامه بالتكوينات المتوازنة والنسق اللوني.
كما ذهب الفنان في تجارب لغة رمزية أحياناً حين يوظّف السمك أو القطط في لوحاته، كما تشكلّ المناظر الطبيعية جانباً من تجربته، إلى جانب لوحات صوّر خلالها واقع مدينة القدس حيث ثبّت مفاتيح قديمة على كل لوحة وكأنها نبوءة لتحرير المدينة عمّا قريب.
وفي عام 2012، استحضر البريدي مناخات أوبريت "الليلة الكبيرة"، الذي كتب كلماته صلاح جاهين ولحّنه سيّد مكّاوي، وقدّمه "مسرح العرائس" في القاهرة عام 1961؛ حيثُ يُعيد البريدي رسْم عرائس الأوبريت التي صمّمها الفنّان ناجي شاكر على سطح لوحته بنفس ملامحها المعروفة.
يُذكر أن إبراهيم البريدي عمل رسام كاريكاتير في الصحافة المصرية منذ أكثر من ثلاثة عقود، وشارك في العديد من المعارض الجماعية والفردية في قطر وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وإيطاليا وبلجيكا وفرنسا وتركيا، بالإضافة إلى مصر.