في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والتاريخية والأنثروبولوجيا والأساطير والرواية والسيرة.
■ ■ ■
صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "من السلاح إلى السلام: التحوّلات من العمل المسلّح إلى العمل السياسي السِّلمي" لمجموعة مؤلّفين، وتحرير الباحث المصري عمر عاشور، الذي يشارك فيه مؤلّفاً أيضاً. يطرح الكتاب تساؤلات مثل: لماذا تقرّر منظّمة مسلّحة ما أن تتخلّى عن العنف السياسي أو الإرهاب؟ وكيف تتحوّل مليشيا راديكالية إلى حزب إصلاحي؟ ولماذا تحدُث هذه التحوّلات الجماعية من العمل المسلّح إلى النشاط السلمي في المستويات الأيديولوجية والتنظيمية؟ وما شروط إطلاق هذه العمليات وشروط استمراريتها؟
عن "دار الساقي"، يصدر هذه الأيام كتاب "القصّ والمقدّس في التراث العربي الإسلامي"، للباحثة التونسية ليلى العبيدي (1949). ينهل الكتاب من علوم متنوّعة كالأنثروبولوجيا والاجتماع والسيميائيات والتحليل النفسي، ليقرأ التراث الأدبي القديم برؤية ومنهج جديدَين، ويقدّم إلى الباحثين دراسةً عن أحوال القصّ في علاقته بالمقدّس بين ثقافة الخاصّة وثقافة العامّة، حتى نهاية القرن السابع للهجرة. عملت العبيدي أستاذة في "المعهد العالي للعلوم الإنسانية ـ جامعة المنار" في تونس، ومن إصداراتها: "الفكه في الإسلام" (2010).
"سيرة المثقّفين الفرنسيين على محكّ التاريخ: 1944 ــ 1968" هو عنوان كتاب للباحث الفرنسي فرانسوا دوس، تصدر ترجمته العربية هذه الأيام عن دار "الكتب خان" بتوقيع أنور مغيث. يمثّل العمل الجزء الأوّل من مشروع صدر بالفرنسية عام 2018، ويبحث ضمنه المؤلّف في مواقف مثقّفي ومفكّري بلاده بين نهاية الحرب العالمية الثانية وسقوط جدار برلين، وأبرز الأفكار التي جاؤوا بها، وعلاقتها بالسياقات السياسية التي عاشوها. يتناول الجزء الأوّل من العمل تجربة سارتر وسيمون دو بوفوار بشكل أساسي، وعلاقتهما بالشيوعية وتحرير الجزائر.
"فرانسيسكو دي غويا وفن النقد" عنوان كتاب صدر حديثاً لأستاذ الأدب والفلسفة أنتوني ج. كاسكاردي عن "منشورات زون". يتناول الكتاب النقد الشامل الذي مارسه الفنان الإسباني (1746 - 1828) للأحداث التاريخية والمجتمع من خلال اللوحات التي صوّر فيها كوارث الحروب التي دارت في عصره، أو من خلال رسمه حياة الطبقة البرجوازية وما تعيشه من تناقضات، وكذلك في تصوير شخصيات عسكرية وأخرى مثقّفة، والتي تعكس بُعداً أساسياً في رؤيته للسياسة وقيم الحداثة والتنوير والدين، وفي نظرته لتاريخ الفن وارتباطاته بالمتغيرات الاجتماعية.
عن منشورات "الكرمة"، وبدعم من مؤسّسة "آفاق"، صدر كتاب "بنات آوى والحروف المفقودة: عن الحيوانات الناطقة في لحظات الخطر"، للكاتب المصري هيثم الورداني. يسعى الكتاب إلى إعادة التفكير بالأساطير والخرافات في الأدب العربي، وذلك "من أجل التعرّف على طريقة كلام العجماوات الفريدة، والتي يمكن وصفها بأنها الكلام عبر استعارة صوت وإعارة آخَر، وعبر حكي قصّة داخل قصّة أُخرى"، كما يمكننا أن نقرأ على غلاف الكتاب. من أعمال الورداني الأُخرى: "كتاب النوم"، و"ما لا يُمكن إصلاحُه"، و"حُلم يقظة"، إضافةً إلى "كيف تختفي".
"مدرسة الخدم" عنوان رواية السويسري روبرت فالسر (1878 - 1956)، الصادرة نسختها العربية عن "دار فواصل"، بتوقيع وحيد نادر. تحكي الرواية قصة ياكوب، ابن السبعة عشر عاماً الهارب من بيت أبيه ليلتحق بمدرسة الخدم، والتي يديرها السيد بنيامينتا المتسلّط. إلا أن البطل يمتاز بسلوك متمرّد لا يمكن ضبطه، فيواظب على كتابة انطباعات عن المدرسة في سجلٍّ، ليتمكّن في نهاية المطاف من أن ينعتق منها، ويخرج لاستكشاف عوالم حقيقية وجديدة، ما كان ليحلم بها من قبل. سبق للعمل أن صدر بترجمة نبيل الحفّار تحت عنوان "ياكوب فون غونتن".
عن دار "المصري"، صدر للكاتب محمّد الشمّاع عملٌ بعنوان "الشوارع الخلفية: عن المهمل والمسموم في تاريخ مصر، 1882 - 1952". يَعتبر العمل اللورد كرومر (1841 - 1917) أباً للتاريخ المصري المزيّف الذي وضعه الرجل لخدمة القوى الاستعمارية، وإظهارها في ثوب "المنقذ المتحضّر"، والتقليل من جانب مصر بوصفها دولة تتخبّط في الفوضى وتحتاج إلى وصاية أجنبية. من إصدارا الشمّاع: "المتمرّد: سيرة حياة عمر خيرت" (2022) و"السرايا الصفرا: رحلة في مذكّرات مدير مستشفى المجاذيب" (2022)، و"أيام الحرية في ميدان التحرير" (2021).
عن منشورات "غراسيه" في باريس، صدر حديثاً كتاب "الرواية السوفييتية: قارّةٌ تستحقّ أن تُكتشف"، للكاتب وعضو "الأكاديمية الفرنسية" دومينيك فرنانديز. بعد العديد من الأعمال حول الأدب الروسي وبعضٍ من رموزه، مثل تولستوي، يكتب المؤلّف، هنا، نصّاً يستعيد فيه عشرات الكتّاب والتجارب الأدبية التي سقطت في هوّة النسيان، أو التناسي، منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991. كتّابٌ أغلبهم عارضوا الستالينية والاستبداد بشكل عام، إمّا بشكل مباشر، أو عبر الالتفاف عليهما من خلال الرواية التاريخية ورواية الخيال العلمي.
عن دار "جسور"، صدر حديثاً كتاب "الحاوي في الحكاوي" للإعلامي والكاتب الفلسطيني عارف أحمد الحجاوي. يضمّ الكتاب العديد من القصص التي قرأها المؤلّف أو سمعها خلال عمله في الإعلام لأكثر من أربعة عقود، حيث ترد حكايات من التراث العربي أوردها التنوخي والجاحظ وغيرهما بعد تخليصها من الحواشي، وفيها يختلط صوت الراوي بصوت بطل القصة كما يحدث كثيراً في سرديات التراث. ويعيد الحجاوي رواية قصص الأنبياء والصالحين، وأحاديث من عصر ما قبل الإسلام، مروراً بنوادر وقصص الخلفاء والأمراء في التاريخ الإسلامي، ومن ثقافات أخرى.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
