- **مختارات هذا الأسبوع:** تتضمن كتباً في الدراسات السياسية والاجتماعية والتاريخ والسيرة والرواية والتراث العربي والإسلامي، مثل "لماذا يُصوّت العامل لليمين" و"الاشتغال بالتاريخ" و"قراءة هرتزل في بيروت".
- **إصدارات مميزة:** تشمل "منتصف الليل في القاهرة" و"الفواكه الجَنيّة في نوادر المُلوك والأبيات الأدبية" و"تشوان لاي: حياة"، وننتظر رواية "مدينة القدّيس أوغسطين".
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تشمل الدراسات السياسية والاجتماعية ومؤلّفات في التاريخ والسيرة والرواية والتراث العربي والإسلامي.
■■■
ماذا يحدث لليسار في أوروبا؟ لماذا يبدو أكثر اهتماماً بقضايا مثل حماية البيئة أو المقولات النسوية، بدلاً من المشكلات التي تعاني منها الطبقة العاملة المختنقة؟ وما هي أسباب هذا الانفجار اليميني الذي يحدث؟ في كتاب "لماذا يُصوّت العامل لليمين"، الصادر عن دار "La Esfera"، يحاول الكاتب والصحافي الإسباني روبرتو فاكيرو شرح الأسباب التاريخية والسياسية والاجتماعية التي جعلت الطبقة العاملة في أوروبا تنزع إلى انتخاب قوى اليمين، كما يتطرّق إلى قضايا العولمة، والهجرة، والإسلام في أوروبا، والحركة النسوية، وناشطي حماية البيئة.
ضمن سلسلة "ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدرت النسخة العربية من كتاب "الاشتغال بالتاريخ: مشكلات جديدة، مقاربات جديدة، موضوعات جديدة" بترجمة جمال شحيِّد، لأصل فرنسي صدر بين عامَي 1974 و1978 في ثلاثة مجلدات، بإشراف المؤرّخَين جاك لوغوف وبيير نورا، وضمَّ واحداً وثلاثين بحثاً تدرس علاقة التأريخ بوصفه علماً بالعلوم الأُخرى وتأثّره بها سلباً وإيجاباً، كما يتضمّن عروضاً متناثرة عن أهمّ التيارات التاريخية، وكذلك أهم الشخصيات التي بُني عِلم التاريخ الحديث على أفكارها، وتأثيره في مجتمعات أوروبا عموماً.
في أيلول/ سبتمبر 1982، غزا جيش الاحتلال الإسرائيلي بيروت، حيث داهمت قوّاته مركز أبحاث "منظّمة التحرير الفلسطينية" ونقلت مكتبته الكاملة بالشاحنات إلى "إسرائيل"، قبل أن تُستعاد تلك المكتبة بعد عام في صفقة تبادل الأسرى، لكن ماذا كان فيها؟ هذا ما يكشفه الباحث الأميركي جوناثان مارك غريبيتز في كتابه "قراءة هرتزل في بيروت"، الصادر عن "جامعة برينستون"؛ حيث يستكشف استثمار "منظّمة التحرير الفلسطينية" في الأبحاث حول اليهود، وما تعلّمه باحثوها عن الحركة الصهيونية، وكيف أثّرت هذه المعرفة في التأسيس لمقاومة الاحتلال.
عاشت مصر في النصف الأوّل من القرن العشرين تغييراً اجتماعياً وسياسياً بدأ مع ثورة 1919، واستمرّ حتى استقلال البلاد عام 1952. وفي هذا الجوّ من التغيير الثوري توسّعت الحركات النسوية في البلاد. انطلاقاً من ملاحظة هذه النقطة يُؤرّخ الباحث في "جامعة إدنبره" رافاييل كورماك للقاهرة في كتابه "منتصف الليل في القاهرة"، الصادرة ترجمته عن "الكتب خان للنشر" بتوقيع علاء الدين محمود، قارئاً المدينة عبر سيرة حياة نساء متمرّدات أسّسن لفنون المسرح والسينما والغناء؛ مثل منيرة المهدية وروز اليوسف وأم كلثوم وتحيّة كاريوكا.
عن "دار الفارابي"، صدر كتاب "الفواكه الجَنيّة في نوادر المُلوك والأبيات الأدبية المنسوب لتقي الدين أبي بكر علي بن محمد المعروف بابن حجّة الحمي (ت 837هـ)" بتحقيق وتقديم محمد بنات وميغيل روميرو. يضمّ الكتاب قصائد وحكايات وأخباراً ظريفة، ونكات متداولة على ألسنة أبناء القرنَين الرابع عشر والخامس عشر في بلاد الشام ومصر، لواحد من أدباء ذلك العصر الذين عُرفوا بأدبهم الساخر، وخاصة قصّته الشهيرة "حذاء الطنبوري"، كما كتب النقد وعرّف بالشعراء المُجايلين له، مثلما فعل في هذا الكتاب، الذي يضمّ توليفة كانت سائدة في التأليف آنذاك.
صدر عن "منشورات جامعة هارفرد" كتاب "تشوان لاي: حياة" لأستاذ التاريخ والباحث تشن جيان. يضيء الكتاب سيرة السياسيّ ورجل الدولة الصيني (1898 - 1976)، الذي أمضى سبعة وعشرين عاماً كأوّل رئيس وزراء لجمهورية الصين الشعبية، وعشر سنوات كوزير لخارجيتها، ويُعدُّ مهندس الجهاز الإداري للبلاد وعلاقتها بالعالم، رغم هيمنة صورة ماو تسي تونغ على المشهد السياسي للحُكم، كما يستعرض الكتاب محطّات مهمّة في حياة لاي الذي عاش معظم شبابه في اليابان، ولم يكن ملتزماً بالماوية، إنما كان يرى في الشيوعية فرصة حقيقية لإنقاذ الصين وإحداث التنمية.
في الجزء الأول من كتابه "فلسفة التكوين الخطّي: بين الاستعارة التصميميّة ودلالة المعنى" الذي يصدر قريباً عن دار "خطوط"، يتناول الباحث براء صالح عبد القادر محمد الخطّ العربي من حيث أهميته الوظيفية سواء في كتابة كالقرآن، أو ما يخصّ شؤون الحُكم والسياسة أو الحياة الاجتماعية، ثم يتطرّق إلى مراحل تطوّره، حيث تجلت بشكل واضح فكرة الانتقال من الجوانب الوظيفية إلى أُخرى جمالية وتزيينيّة من خلال استخدامه في العمارة والزخرفة والتكوينات الهندسية، وما يعني ذلك من عملية تراكُب للحروف لتُشكّل وحدة هندسية ميّزته عن بقيّة الخطوط الأُخرى.
عن "دار المدى"، تصدر قريباً رواية الكاتب والشاعر الجزائري فيصل الأحمر بعنوان "مدينة القدّيس أوغسطين"، والتي نقرأ، في كلمة الناشر، أنّها "رواية فلسفية من الخيال العلمي تعالج فكرة ما بعد الإنسانية، وتبحث في فكرة الحُبّ، وتحفر من خلال نصوص قديمة تخترق المستقبل لتوقظ ذاكرة كثيراً ما تنساها الإنسانية التي يبدو أنّ لها تاريخاً قد يُغيّر مستقبلها". من مؤلّفات الأحمر في الرواية: "رجُل الأعمال" (2003)، و"أمين العلواني" (2008)، و"ساعة حرب ساعة حبّ" (2011)، و"خزانة الأسرار: سيرة شبه ذاتية" (2019)، و"ضمير المتكلّم" (2021).