في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات التاريخية والنقدية والسياسية والفلسفية والفكرية، والشعر والرواية.
■ ■ ■
"إستوغرافيات تركية: في كتابة الأتراك لتاريخ الدولة العثمانية 1860 - 1973"، عنوان كتاب صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" للباحث المغربي عبد الرحيم بنحادة. يقدّم الكتاب تصوّراً عن الهوية التركية وتحوّلاتها، وكيفية استعمال التاريخ العثماني في خدمة هذه التحوّلات، وهو خلاصة قراءة للتيارات والكتابات التأريخية التي طبعت الحقب المختلفة، منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى بداية سبعينيات القرن العشرين، في محاولة لاستقراء وجهات نظر مختلفة حول السلطنة التي استمرّ حكمها لستّة قرون.
صدرت النسخة العربية من كتاب "تجربة في النقد" للباحث الأيرلندي سي. أس لويس بترجمة حسين الضو عن "دار معنى للنشر والتوزيع". يقسمّ المؤلّف القراءة إلى نوعين؛ أدبية وغير أدبية، مفترضاً أنّ الأُولى تقبل قراءات متعدّدة غير متناهية للنص ذاته، بينما تستند الثانية إلى أحكام مسبقة، وهي أحكام لطالما دمغت مؤلّفات بتدنّي المستوى، ليجري تقدير قيمتها ومضمونها بعد زمن طويل، كما حدث مع كتب الخيال العلمي التي أثبتت لاحقاً قدرتها على تغيير نظرة القارئ تجاه العالم، وبذلك لا يعتمد الحكم على الجدارة الأدبية أيَّ معايير متّفَق عليها.
"الأفعوان الحجري: مرثية برعتا التدمري لمحبوبته ريجينا" عنوان الكتاب الذي يصدر الشهر القادم للشاعر السوري نوري الجرّاح عن "دار المتوسّط". العمل رحلة شعرية مبتكرة لملمح أدبي مسكوت عنه، أو منسي في التراثين الأدبيين الإنكليزي والعربي، كما يصفه الناقد خلدون الشمعة. وإلى جانب ما يحفل فيه نص الجرّاح عادةً من اشتغال جدي على الرموز الأسطورية، فإنّ العمل الجديد تتويج تجتمع فيه المعرفة التاريخية مع معالجة تكثّف رمزية اللغة وإيحاءاتها. صدر للجراح قرابة عشرين كتاباً وترجمت بعضها إلى لغات عدّة كالفارسية والإنكليزية والفرنسية والتركية.
"كيف قتلتُ أبي" عنوان رواية الكاتبة والصحافية الكولومبية سارة خاراميّو كلينكيرت (1979) الصادرة ترجمتُها بالعربية حديثاً عن "دار الخان" بالقاهرة، بتوقيع محمد الفولي. يعتمد العمل على الذاكرة وتقنياتها في السرد؛ حيث تروي فيه الكاتبة الطريقة التي قُتل بها والدها على يد أحد القتَلة المأجورين، وهي في الحادية عشرة من عمرها، ومحاولتها بعد ذلك أن تتخلّص بالكتابة من تلك الآلام النفسية التي خلّفها الحادث. عملت الكاتبة في وسائل إعلام كولومبية مختلفة، وتحصّلت على ماجستير في فنّ السرد من "مدرسة الكتّاب" بمدريد.
بتوقيع المترجمة خالدة حامد، صدر عن "دار المأمون" ببغداد كتاب "التضليل الإعلامي لدى تنظيم الدولة الإسلامية" للباحث والطبيب النفسي الأميركي نيل كريشان أغرول. يُقاطع العمل ما بين التحليل النفسي والثقافي للمادة الإعلامية والبصرية التي روّجها التنظيم، سواء في عملياته المباشرة أو في أساليب الدعاية والجذب المعتمدة من قِبله. يقع الكتاب في 380 صفحة من القطع الكبير، ويعَدّ وثيقة بعد مرور أكثر من سبع سنوات من إعلان التنظيم سيطرته على مُدن عراقية وسورية مثل الموصل والرقّة، ومن ثمّ انهزامه وتفكيكه لاحقاً.
للباحث الجزائري الزواوي بغورة، صدر عن "دار سؤال"، كتاب "السياسة الحيوية من منظور الفلسفة الاجتماعية". يضمّ العمل، كما يرد على غلافه الأمامي، "دراسات في الجسد والمرض والعنصرية والعدالة الصحّية في النظام الدولي الجديد"، وذلك على ضوء جائحة كورونا التي أعادت فتح النقاشات حول مفهوم "السياسة الحيوية" كما ظهر لدى ميشيل فوكو، وكما طوّره مفكّرون مثل جورجيو أغامبن وديدييه فاسان وأكسيل هونيث. يعود بغورة إلى هذا النقاش من باب الفلسفة الاجتماعية، التي تُعنى بسبُل التحرّر وبتحقيق العدل والحرّية والمساواة.
عن "دار التكوين" صدرت النسخة العربية من كتاب "المنطق: دليل المحاضرات"، للفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، بترجمة عبد اللطيف الصديقي. يمثّل الكتاب ترجمة عن النسخة الأولى من "منطق" كانط، الذي أصدره عام 1800، قبل رحيله بأربعة أعوام، ونشر فيه محضر دروس ألقاها في "جامعة كونيغسبيرغ" حول المنطق الأرسطي والمنطق الوسيط، وهي دروس يوسِّع فيها إطار المنطق القديم من خلال تعليقاته على أفكار أرسطو وتابعيه. كما يعطي الكتاب صورة مكثّفة عن أطروحات كانط الأساسية في كتابه الأبرز "نقد العقل المحض".
عن سلسلة "الدراسات الشعبية" بالهيئة العامة لقصور الثقافة، صدر كتاب "جحا ولافونتين.. براعة التأصيل واحترافية التأويل"، لأستاذة التراث والباحثة المصرية أمينة عبد الله سالم. تحلّل المؤلّفة شخصية أبو الغصن الفزاري المعروف بـ"جحا" وشخصيات الحكايات الخرافية التي اخترعها الكاتب الفرنسي جان دو لافونتين، من خلال التعريف بسياقها التاريخي والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية القائمة في المجتمع، من خلال مجموعة مفاهيم منها: التباين الثقافي والتأويل والنص والصورة والحكاية الشعبية، ضمن ثمانية نصوص مختارة.
بعنوان "المحرقة النووية الفرنسية في الجزائر: سراب التعويضات وتطهير أرض الخراب"، يصدر قريباً للأكاديمي العراقي، المتخصّص في الفيزياء النووية، عبد الكاظم العبودي كتابٌ عن "منشورات الوطن اليوم"، يعود فيه إلى ملفّ التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، والتي بدأت عام 1960، ليُضيء على آثارها المدمّرة التي تدحض مزاعم فرنسا حول "نظافة وسلامة" تجاربها. استقرّ العبودي في مدينة وهران الجزائرية في السبعينيات ودرّس فيها حتى وفاته العام الماضي. ومن مؤلّفاته: "يرابيع رقّان" (2001)، و"جرائم فرنسا في الصحراء الجزائرية" (2000).
عن "الانتشار العربي"، صدر كتاب "عوالم ابن تيمية" لخالد الغنّامي، وفيه يتناوَل أفكار الفقيه الإسلامي (1263 - 1328 م) التي يرى أنّها تنتمي إلى عوالم دائرية متداخلة، وأنّها "متناقضة وغريبة للغاية عن بعضها البعض ولا يجمعها جامع"، لكنّها "تتعايش في عقلٍ يكمن خلف النص". يرسمُ الغنّامي أكثر من صورة لابن تيمية؛ فهو المُفتي الذي يُشارك في تنفيذ أحكام الإعدام، والمتصوّف الأكبري الذي يُقرّر فناء النار ونهاية العذاب، والسياسي الذي يدخل في صراعات العالَم، والمتكلّم الذي ناقش كلّ الفرق والمقولات الفلسفية في العصر الوسيط.
"أوكرانيا بعيون محايدة" عنوان كتاب للأكاديمي ضياء الناصري صدر عن "مركز البيدر للدراسات والتخطيط". يتناول الكتابُ الواقعَ الأوكراني عن قُرب، ويوثّق، ميدانياً، لأبرز الأحداث والمعلومات والأرقام لأوّل مئة يوم منذ بدء العمل العسكري الروسي فيها بتاريخ 24 شباط/ آذار 2022، مع تحليل توضيحي يُحاول إعادة تركيب المعطيات وتفكيكها، لفهم خلفيات الصراع الروسي الأوكراني وتداعياته السياسية والاقتصادية والعسكرية على أوروبا والعالَم، و"إضاءة بعض الزوايا الغامضة لطبيعة هذا الصراع وفهم آثاره المستقبلية".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
