في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الفلسفة والتاريخ والرواية والدراسات الأدبية والاجتماعية، إضافة إلى بحث في كيفية استكشاف العِلم من خلال نصوص الخيال العلمي.
■ ■ ■
ضمن "سلسلة ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدرت النسخة العربية من كتاب "مدرسة فرانكفورت: تاريخها وتطورها النظري وأهميتها السياسية" للباحث الألماني رولف فيغرسهاوس؛ بترجمة عصام سليمان وغانم هنا. يحدّد الكتاب الخطوط العريضة لتاريخ هذه المدرسة منذ تأسيس "معهد البحث الاجتماعي" في عهد جمهورية فايمار، والذي أصبح بعد عام 1930 مركزاً للفكر اليساري، مروراً بانتقال أعضائها إلى المنفى بعد وصول النازيين إلى السلطة، فعودتهم إلى ألمانيا بعد الحرب، وطبيعة العلاقات بين رموزها والسجالات بينهم.
عن "منشورات جامعة ييل"، صدر كتاب "عالم ما بعد الليبرالية: فلاسفة اليمين الراديكالي" لماثيو روز. يشير الكتاب إلى استمرار صعود أفكار اليمين المتطرّف بعد انتهاء ولاية ترامب، متتبّعاً الأفكار التأسيسية لهذا التيار منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى بداية القرن 21، والتي رفدت اليمين "البديل" بأقصى درجات التماسك المفاهيمي. المفكّرون هُم: الألماني أوسفالد شبينغلر، والإيطالي يوليوس إيفولا، ورجل القانون الأميركي فرانسيس باركر يوكي، والفرنسي آلان دي بنوا، والسياسي البريطاني صموئيل فرنسيس.
"المسيحيون وتدوين التاريخ الإسلامي في القرن السابع الهجري" عنوان الكتاب الصادر عن "دار الانتشار العربي"، وفيه يعود الباحث إمام الشافعي محمد حمّودي إلى القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) الذي شهد ظهور كثير من المؤرّخين المسيحيّين الشرقيّين والأوروبيّين الذين رافقوا الحملات الصليبية على المشرق العربي، ودوّنوا العديد من النصوص عن تاريخ المسلمين. يبحث الكتاب في علاقة الدين بالتاريخ، وفي دوافع المؤرّخين المسيحيّين لتدوين تاريخ الإسلام، ومصادر كتاباتهم، متسائلاً إن كانت تلك الكتابات منصفة.
ضمن سلسلة "ما الذي أعرفه" التي تقوم عليها "منشورات فرنسا الجامعية"، صدر كتاب "ميشيل فوكو" للأكاديمي الفرنسي فريدريك غرو. يقترح غرو مقدّمة لفكر الفيلسوف الفرنسي، كما هي العادة في هذه السلسلة. بعد تعريج على مسيرة فوكو وحياته، يشرح المؤلّف عدداً من مواقفه المحورية وإضافته للفلسفة، مثل المنهج الأركيولوجي الذي بحث عبره في مسائل الجنون والجنس، ونقده للسلطة وأساليبها في التحكّم بحيوات الناس، ويخصّص القسم الأخير من كتابه لإعطاء صورة عن أبحاث فوكو في انهماك الإنسان بذاته، وبحثه عن الحقيقة وعلاقته باللّذّة.
عن "الدار المصرية اللبنانية" صدرت رواية "جزيرة إلخ إلخ" للكاتب المصري مينا جيّد (1990). يقترب العمل في أسلوبه من تقنيات وأساليب الأدب الساخر، حيث تدور الأحداث على جزيرة سكّانها من التوائم المتلاصقة، ويتخلّل حياتهم الكثير من الأسئلة حول الوجود الإنساني، والشعور بالوحدة، ومعنى السعادة الحقيقية. سبق للكاتب أن قدّم عدداً من المؤلّفات مثل: "كنت طفلًا قبطيّاً في المنيا" (2020) الذي حاز جائزة "الكتاب الأوّل في العلوم الإنسانية - معرض القاهرة للكتاب" (2021) و"نواحي البطرخانة"، و"بيت المساكين".
صدرت حديثاً رواية "آخر رجل أبيض" للكاتب الباكستاني ــ البريطاني محسن حميد عن "منشورات بنغوين راندوم". تتناول الرواية عالم المهاجرين بطريقة تختلف عن صورتهم التي تتواتر في وسائل الإعلام الغربية، من خلال قصة رجل يصحو ذات يوم وقد أصبح لون بشرته داكناً، فيبدو الأمر غريباً لدرجة يقرّر عندها أن يخفي سرّه، وسرعان ما تظهر تقارير عن حوادث مماثلة في جميع أنحاء الأرض؛ حيث تغيّر لون الملايين من البشر الذين تضطرب علاقتهم بمحيطهم، لكن تبدأ الأسئلة حول مقاومة النظام القائم الذي استدعى هذا الانقلاب المخيف.
ضمن "سلسلة آفاق" في "الهيئة العامة لقصور الثقافة" بالقاهرة، صدر كتاب "روايات يوسف السباعي بين الواقع والشاشة" للباحث إسلام علي جعفر. يتناول الكتاب تاريخ العلاقة بين الرواية والشاشة في مصر والتأثير المتبادل بينهما، ويقسّم تجربة الروائي المصري (1917 ــ 1978) إلى ثلاث مراحل: مرحلة ما قبل ثورة يوليو 1952، وما بعد الثورة، ومرحلة السبعينيات حتى اغتياله، وكيف انعكست طبيعة كل مرحلة وأحداثها على كتاباته، سواء الروايات التي تحوّلت لأفلام سينمائية، أو السيناريوهات التي ألّفها بنفسه لعدد من الأفلام.
يركّز المؤرخ البريطاني أورلاندو فيغيس، في كتابه "قصة روسيا"، الذي صدر "عن "متروبوليتان بوكس"، على الكيفية التي ينظر فيها الشعب الروسي إلى ماضيه وتعامله مع الأحداث الكبرى والشخصيات المؤسّسة على ضوء التحوّل في الأيديولوجيات الحاكمة خلال قرن مضى من القيصرية إلى البلشفية، إلى الاتحاد الروسي، حيث يعود إلى دخول المسيحية الأرثوذكسية إلى روسيا مطلع الألفية الثانية وكيفية إدماجها في الشعور القومي، كما يناقش التوجّه الإمبراطوري الذي استمرّ رغم تغيّر النظام بعد 1917، وكيف يعاد توجيهه اليوم في سياق معاداة الغرب.
في طبعة مشتركة بين دارَيْ "ابن النديم" و"الروافد الثقافية"، صدرت النسخة العربية من كتاب "التفكير سوسيولوجياً" لكلّ من عالمَيْ الاجتماع، البولندي زيغمونت باومان، والبريطاني تيم ماي، بترجمة حجّاج أبو جبر وتقديم الباحث اللبناني في علم الاجتماع ساري حنفي. يمثّل العمل مدخلاً إلى التفكير بأدوات علم الاجتماع من باب فكر باومان (1925 ــ 2017)، الذي عُرف بمفاهيمه حول الحداثة السائلة، ويتطرّق المؤلّفان إلى قضايا مثل الأخلاق والاستهلاك والحب، وكيف يمكن لقراءة سوسيولوجية أن تفكّك الظواهر المعاصرة المرتبطة بها.
"ذلك العالَم الآخر: نابوكوف ولُغز المنفى" عنوان عملٍ للكاتبة والأكاديمية الإيرانية آذر نفيسي، تصدر نسخته العربية قريباً لدى منشورات "الجمَل" بتوقيع علي عبد الأمير صالح. تبحث الكاتبة في المواضيع التي شغلت الكاتب الروسي (1899 ــ 1977) وطريقة معالجته لها، من المنفى، والواقع وقسوته مقابل الحلم، مروراً بالفن والحب، وانتهاءً بما تعتبره المؤلّفة "ثيمة الثيمات" في مدوّنته: الزمن بوصفه سجناً. يمثّل الكتاب مدخلاً إلى قراءة روايات صاحب "لوليتا"، وفي الوقت نفسه تفكيراً بثيمات راهنة انطلاقاً ممّا يقترحه سرده.
"استكشاف العلم من خلال الخيال العلمي" عنوان كتاب للفيزيائي الأميركي الإنكليزي باري لوكالا يصدر قريباً عن "المركز القومي للترجمة" بتوقيع المُترجِم المصري الراحل رؤوف وصفي، وهو من آخر أعماله. ينطلق العمل من تصوّر إمكانية تنصيب كُتّاب الخيال العلمي بوصفهم مستشرفين لآفاق الغد الإنساني، وهذا ينسحب على قارئ الخيال العلمي أيضاً بوصفه قارئاً خاصّاً، من واقع أنه يرغب في التعامل مع الحياة بأسلوب علمي. يقع الكتاب في ثمانية فصول، ومن عناوينها: "التفرقة بين الحقيقي والممكن والمستحيل"، و"ما طبيعة المكان والزمان".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
