"الحداثة الأفريقية في أميركا": فنون ما بعد الاستعمار

بدءاً من ستينيات القرن الماضي، نظّمت أُولى معارض الفنانين الأفارقة في الولايات المتحدة وأوروبا، بالتزامن مع حصول العديد من بلدان القارة السمراء على استقلالها، وركّزت معظمها على السياقات الاجتماعية والسياسية خلال فترة الكفاح ضد الاستعمار وتأسيس الدولة الأفريقية الحديثة بعد إنهائه.

"الحداثة الأفريقية في أميركا" عنوان المعرض الذي افتتح في العاشر من الشهر الجاري في "متحف ميلدريد لين كمبر للفنون" بـ"جامعة واشنطن" في مدينة سانت لويس الأميركية، ويتواصل حتى السادس من آب/ أغسطس المقبل.

يضيء المعرض الروابط المعقّدة بين الفنانين الأفارقة المُعاصرين والمشهد التشكيلي في الولايات المتحدة، بما يضمّه من مؤسسات ثقافية وفنانين ورُعاة وقيّمين، وسط تاريخ مُتشابك جمع هؤلاء الفنانين بالناشطين من أجل الحصول على الحقوق المدَنية للسود، والحركات المؤيّدة لإنهاء الاستعمار في العالم الثالث.

ويكشف المنظّمون عن اهتمام منظّمات ومتاحف أميركية خلال الحرب الباردة بجمع أعمال تمّثل الفن الأفريقي، في مواجهة الروايات الغربية السائدة التي كانت تصفه بالبدائي والمنعزل، واستطاعت خلال العقود الماضية تكريس صورة حداثوية حول فنون القارة الأفريقية، وتجسر صلات متينة بينها وبين الجمهور الأميركي.

يحتوي المعرض على أربعة أقسام؛ الأول بعنوان ""فن من أفريقيا في عصرنا: الفنان الأفريقي الحديث" والذي يبرز الجهات والأشخاص الذين دعموا عرض وترويج الفنانين الأفارقة المعاصرين في الولايات المتحدة، بينما يوضّح القسم الثاني شبكات الفنانين والمعارض والمجلّات الأدبية على مستوى القارة الأفريقية، وبرامج التعليم الفني التي لعبت دوراً أساسياً في تطوير هذه المساحات الجديدة ذات التفكير المستقبلي، لعرض ومناقشة الفن الحديث في فترة ما بعد الاستعمار. 

ويضيء القسم الثالث "الحداثيون الأفارقة في أميركا"، تلك الروابط التي جمعت الفنانين الأفارقة ونظرائهم من الفنانِين الأميركيِّين من أصل أفريقي داخل الولايات المتحدة، ويقدّم القسم الرابع "سياسة الاختيار" حيث يستجوب حقبة الحرب الباردة في أرشيف المؤسسات الفنية المرتبط بالفن الأفريقي، ويتضمّن تركيباً متعدّد الوسائط يبحث في تعدد وجهات النظر والتحيزات والإقصاءات في هذا الأرشيف.

تُعرض أعمال للعديد من الفنانين، منهم: بين إنونو (1921 - 1994)؛ وأكينيلا لايكان (1916 - 1972) من نيجيريا، وإبراهيم الصلحي (1930) من السودان؛ وغيرارد سيكوتو (1913 - 1993) من جنوب أفريقيا؛ وألكسندر بوغسين (1937 - 2003) من إثيوبيا، وسام جوزيف نيترو (1923 - 1993) من تنزانيا؛ وجان لوفويزو (1938) من الكونغو؛ وسوزانا أوغونجامي (1885 - 1952) من جامايكا؛ وآخرين.

كتب

التحديثات الحية

كيف تتخلّّص الدولة الأفريقية من أمراضها؟