"الدراسات الفلسطينية" 139: إطلالة على كتابات وليد دقة المتأخرة

11 يوليو 2024
يضم العديد ثلاثة من نصوص الأسير الشهيد
+ الخط -
اظهر الملخص
- خصص العدد 139 من مجلة "الدراسات الفلسطينية" ملفاً حول الأسير والروائي الفلسطيني وليد دقة، الذي استشهد في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد 38 عاماً من الأسر، ويشمل الملف ثلاثة من نصوصه المتأخرة.
- النصوص الثلاثة تتناول مواضيع متنوعة، منها "صمت القبور" الذي يصور سجالاً بين روح استشهادي فلسطيني وأرواح مستوطنين، و"حكاية سر الطيف" الذي يصور مساررة بين أسرى شهداء، و"ما بعد صهر الوعي" الذي يناقش تحولات أنظمة الرقابة في السجون الصهيونية.
- العدد يحتوي أيضاً على دراسات متعددة حول الأدب الشعبي الفلسطيني، وسقوط أسطورة الطائر المعدني، والشيوعيين العرب الفلسطينيين، بالإضافة إلى مقالات وزوايا ثابتة.

خصّص العدد 139 من مجلة "الدراسات الفلسطينية" (صيف 2024/ مؤسّسة الدراسات الفلسطينية)، الصادر حديثاً، ملفّاً حول الأسير والروائي الفلسطيني وليد دقة (1961 - 2024) الذي استشهد في سجون الاحتلال الإسرائيلي في السابع من نيسان/ أبريل الماضي، بعد ثمانية وثلاثين عاماً على أسره، وفيه ثلاثة من نصوصه المتأخرة، التي كان يرغب في نشرها بعد تحرّره من السجن الذي كان منتظراً في 24 آذار/ مارس 2025.

في تقديم الملف، يشير الباحث عبد الرحيم الشيخ إلى أن هذه النصوص "تكتسب فرادة خاصة، على مستويات زمن الكتابة، وموضوعاتها، ومفارقاتها، ولعل أكثر تلك المفارقات التراجيدية فداحة انتقال دقّة إلى عالم آخر، من أسير في زنزانة إلى أسير في ثلاجة اشتغل على مفهمتهما وما وراءهما مطولاً"، موضحاً أنه تمّ تقديم النصوص من ثلاثة جوانب: خلاصتها، ووصف مخطوطاتها، وتأطيرها سياقياً ونسابياً من حيث موقعها في نتاجات دقّة الفنية والإبداعية والنظرية المعروف منها".

ويضيف: "اقتضت المسؤولية الأخلاقية المركبة في تحرير هذه النصوص التي تضيء ثلاثة من عوالم دقّة، بأكثر من معنى للتحرير، إجراء قراءة طباقية لعدد كبير من كتابات دقّة النظرية ونصوصه الإبداعية وأعماله الفنية ووثائق أرشيفه، والعودة إلى مئات التسجيلات الصوتية للعثور على 'علامة' هنا وأُخرى هناك على الطريق. ولم تكن هذه العملية إنقاذاً للنصوص، بقدر ما كانت تعلقاً فيها للنجاة من الواقع الذي كُتبت من أجل تغييره".

تكتسب النصوص الثلاثة فرادة خاصة، على مستويات زمن الكتابة وموضوعاتها ومفارقاتها

يشتمل الملف على نص بعنوان "صمت القبور"، وهو نص روائي قصير يصوّر سجالاً محموماً بين روح استشهادي فلسطيني كان طالباً في جامعة بيرزيت، وأقدم على تنفيذ عمليته متخفياً في زي متدين يهودي، وذلك بعد استشهاد رفيقته هيام على حاجز حوّارة عند مدخل نابلس الجنوبي، وبين أرواح خمسة مستوطنين يهود قُتلوا في العملية.

وليد دقة (1961-2024)
وليد دقة (1961-2024)

كما يُنشر نص "[حكاية سر الطيف]: الشهداء يعودون إلى رام الله"، وهو نص مسرحي يصوِّر مُسارَرة بين ثلاثة من الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم في ثلاجات العدو، وهم: أنيس دولة، وبسام السايح، وكمال أبو وعر الذي تتمحور المسرحية حول استشهاده واحتجاز جثمانه والتقائه بمَن سبقوه، إلى جانب نص "ما بعد صهر الوعي: ملهى الإغراء والإغواء"، وهي دراسة مكثفة تُصوّر تحولات أنظمة الرقابة، والإخضاع، والسيطرة، والتنظيم، في السجون الصهيونية في تصادٍّ مع تحولات الحركة الوطنية الفلسطينية خلال الفترة 2010 - 2023. ففي استكمال لتأمله في المشروع الاستعماري الصهيوني، والمقارنة بين السجن الأصغر بصفته عالَماً مصغراً للمعازل الكبرى التي صارت سجناً مفتوحاً على امتداد فلسطين، يرصد دقّة النقلة التي حدثت في نظام السجن الصهيوني: من مراقبته للفلسطينيين إلى مراقبة الفلسطينيين لأنفسهم.

ويحتوي العدد دراسات عدّة هي: "الأدب الشعبي الفلسطيني في ضوء التحليل النقدي للخطاب: قراءة في حكاية "الشاطر حسن" لموسى م. خوري، و"سقوط أسطورة الطائر المعدني" لأحمد أبو عيد، و"شيوعيون عرب فلسطينيون بين ثورة 1936 والحرب الأهلية الإسبانية" لمارك ألمودوفار وأندريو روسيس، ومقال "غزة - فلسطين والصراع العربي-الإسرائيلي" لفوّاز طرابلسي، بالإضافة إلى الزوايا الثابتة من قراءات كتب وافتتاحية وتقارير.

موقف
التحديثات الحية
المساهمون