ليست مدن العالَم وحدها ما باتت ميداناً لـ مُناصَرة القضيّة الفلسطينية ودعمها، في ظلّ الإبادة الصهيونية المستمرّة، فقد صارت الفضاءات الافتراضية أيضاً مساحات للدّعم. لكن، وكما يتعرّض الناشطون والمتضامنون على الأرض للقمع والفصل الوظيفي والطَّرد من الحيّز العام، تُمارِس الشركات الكبرى المالكة لوسائل التواصُل الاجتماعي والمُطوِّرة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، التقييد والمنع والحظر على الحسابات الناشطة والمُساندة للحقّ الفلسطيني.
ضمن هذا الإطار، تُنظّم "جامعة بيرزيت" ندوة افتراضية عبر منصّة "زووم"، عند السابعة من مساء غدٍ الاثنين، بعنوان "الذكاء الاصطناعي في قلب العاصفة: التكنولوجيا أداة للاضطهاد والمُناصَرة"، وذلك "تسليطاً للضوء على تسليح الذكاء الاصطناعي في أوقات الحرب، ولتقديم استعراض لاستخدامه الماكر في قَمْع حقوق الإنسان والرَّقابة وإلحاق أذىً جسيم على مستخدميه".
تتضمّن، الندوة التي يُديرها عبد الجواد عُمر، ثلاث مُداخَلات، هي: "تسليح الذكاء الاصطناعي من قبل شركات التواصل الاجتماعي: ميتا كدراسة حالة" لأحمد قاضي، و"جهاز المراقبة الإسرائيلي الضخم: هل يعرفون كلّ شيء عنك؟" لوسام أحمد، و"الجانب المُظلِم من الذَّكاء الاصطناعي: الكشف عن استغلال الأنظمة القمعية لبيانات المُراقبة الضخمة لتضخيم الطاقة والسيطرة العسكرية" لعبد الرزاق النتشة.
يُركّز المُتدخّلون على مفاهيم القمع والسيطرة والمُراقبة من قبل كيانات التكنولوجيا الكبيرة السائدة؛ حيث يمارس اللّاعبون الرئيسيون في إمبراطورية وسائل التواصل الاجتماعي مثل "إكس" (تويتر سابقاً) و"غوغل" و"ميتا" وغيرهم تأثيراً احتكارياً كبيراً، ممّا يترك المستخدمين بخيارات محدودة.
ويلفتون أيضاً إلى مُشاركة هذه المنصّات في الرَّقابة والتلاعُب والمراقبة والحظر، وغيرها من الأفعال، وكلّها تدفع بها خوارزميات الذكاء الاصطناعي. وفي حين قد يكون الناس على دراية إلى حدّ ما بكونهم تحت المراقبة، يفشل كثيرون في فهم مدى هشاشتهم، خاصة في السياق الفلسطيني.