"بكل تواضع أقدّم لكم مساهمة فنية دعماً للشعب الفلسطيني في محنته". هكذا قدّم مغني الراب الفرنسي، من أصل جزائري، مِيدين Médine (واسمه الكامل مدين زعويش) أغنيته الأخيرة "نادي غزة لكرة القدم الشاطئية" Gaza Soccer Beach التي ألّفها وغناها تكريماً لأرواح الأطفال الفلسطينيين الأربعة الذين استهدفتهم الصواريخ الإسرائيلية في 16 تمّوز/ يوليو الماضي على شاطئ غزة أمام أنظار الصحافيين ومراسلي القنوات الدولية.
واعتبر ميدين أن هذه الأغنية ليست فقط مبادرة فنية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله ومحنته المتواصلة في غزة، بل أيضاً ردّ على صمت وحياد وسائل الإعلام تجاه ما يحدث من جرائم في فلسطين، ومحاولة لاستثارة الرأي العام، خاصة الشرائح الشبابية التي تؤثر فيها موسيقى الراب، تجاه الجرائم الإسرائيلية.
وفي هذه الأغنية المؤثرة ربط مِيدين بين مشهد اغتيال الأطفال الفلسطينيين الأربعة على الشاطئ ورياضة كرة القدم الشاطئية التي عادة ما يقبل على ممارستها أطفال العالم على الشواطئ أثناء العطلة الصيفية. كما استعار معجم معلّقي كرة القدم لوصف المجزرة الإسرائيلية: "نادي غزة لكرة القدم الشاطئية/ نادي غزة لكرة القدم الشاطئية/ نلعب كأس العالم تحت أنظار الصحافيين/ لكل معسكرُه والكرة في وسط الميدان/ قمصانهم الزرقاء والبيضاء المزينة بالنجمة السداسية/ هم من ربحوا مونديال القذارة الأخير...".
وتستمر الأغنية في مزج عوالم الحرب على غزة بعوالم مباريات كرة القدم: "قاومناهم رغم أن لاعبينا من الدرجة الثالثة/ أنا وأخوتي وأيضاً ابن عمي/ نريد أن نشبه أوزيل وميسي/ نحلم بموسم الانتقالات الكروية/ والعودة كالأبطال إلى الوطن ...". وكما هي العادة في أغاني الراب، جاء نص الأغنية منظوماً على شكل أبيات مقفّاة لضبط الإيقاع وتعزيز البناء الغنائي.
ويعتبر مِيدين، ابن مدينة لو هافر شمال فرنسا، من أهم أصوات موسيقى الراب الفرنسية، وهو معروف بأغانيه الملتزمة المدافعة عن حقوق الإنسان والأقليات وشباب الضواحي الذي يعاني من العنصرية والتهميش. وتتميز نصوص أغانيه بلغتها الشعرية ولعبها على المجاز وارتكازها على بناء سردي متماسك.
نادي غزة لكرة القدم الشاطئية
كرة قديمة على صدرٍ شاب في مخيم اللاجئين
أربعة لاعبين من خط الدفاع بدون مدرب
لا يعرفون إن كانوا على أرضية ملعبهم أو خارجها
بعد انتهاء المباراة لا أحد يبادل قميصه
مثلما فعل اللاعب الأسطورة رونالدو
أرضية الملعب بدون عشب طبيعي ولا اصطناعي
الملعب هو رمال فلسطين الناعمة
نادي غزة لكرة القدم الشاطئية
نادي غزة لكرة القدم الشاطئية
بين ميناء الصيد والفنادق الفخمة
حيث يتواصل الضرب حتى بعد صفارة النهاية
نادي غزة لكرة القدم الشاطئية
نادي غزة لكرة القدم الشاطئية
نلعب كأس العالم تحت أنظار الصحافيين
لكل معسكرُه والكرة في وسط الميدان
قمصانهم الزرقاء والبيضاء المزينة بالنجمة السداسية
هم من ربحوا مونديال القذارة الأخير
قاومناهم رغم أن لاعبينا من الدرجة الثالثة
أنا وأخوتي وأيضاً ابن عمي
نريد أن نشبه أوزيل وميسي
نحلم بموسم الانتقالات الكروية
والعودة كالأبطال إلى الوطن
للعب في ملاعب الكبار
نادي غزة لكرة القدم الشاطئية
نادي غزة لكرة القدم الشاطئية
حيث يتواصل الضرب حتى بعد صفارة النهاية
نادي غزة لكرة القدم الشاطئية
نادي غزة لكرة القدم الشاطئية
تلعب كأس العالم تحت أنظار الصحافيين
أول قذفة خارج الإطار تهز الدفاع
تلتها قذفة جوية هشمت أرجلهم
الصدمة على محيا الجمهور
والصدمة أيضاً على محيا اللاعبين الذين يهرعون نحو مستودع الملابس
لاعبو خط الدفاع الأربعة الذين يشبهون كثيراً نيمار
يغادرون الملعب على النقالات
وجوههم ملفوفة بأعلام سود وخضر مزينة بألوان "فتح"
لا أعتقد أننا سنلعب مباراة الإياب
إلا إذا كانت هناك ملاعب كرة القدم في الجنة
نادي غزة لكرة القدم الشاطئية
نادي غزة لكرة القدم الشاطئية
حيث يتواصل الضرب حتى بعد صفارة النهاية
نادي غزة لكرة القدم الشاطئية
نادي غزة لكرة القدم الشاطئية
نلعب كأس العالم تحت أنظار الصحافيين
....
كفى للصهيونية كفى للأوليغارشية
كفى للمستوطنات، كفى للحصار
كفى للنفاق، كفى لصواريخ "الجرف الصامد"...